«السوبر كلاسيكو» يعيد أجواء كأس القارات إلى السعودية
رغم كونها لا تتمتع بنفس الحجم أو بالصبغة الرسمية التي تحظى بها بطولة كأس القارات لكرة القدم، أعادت الدورة الرباعية الدولية الودية، المقامة حاليًا في السعودية، أجواء كأس القارات إلى الملاعب السعودية.
وتستضيف ملاعب العاصمة السعودية الرياض، ومدينة جدة من اليوم الخميس وحتى الثلاثاء المقبل، فعاليات هذه الدورة الرباعية، بمشاركة منتخبات السعودية والبرازيل والأرجنتين والعراق.
وفي ظل مشاركة المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني، بمعظم نجومهما البارزين، وإقامة مباراة "السوبر كلاسيكو" بين المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني، في ختام فعاليات هذه الدورة، أعادت منافسات هذه الدورة أجواء بطولة كأس القارات إلى الملاعب السعودية.
وانطلقت بطولة كأس القارات من الملاعب السعودية في التسعينيات من القرن الماضي، وكان لاحتضان السعودية للنسخ الثلاثة الأولى من البطولة، دور بارز في استمراريتها حتى أصبحت من أهم البطولات الدولية.
والآن، تمثل الدورة الرباعية الدولية في السعودية، خطوة رائعة على طريق العودة لتنظيم كبرى البطولات الكروية في إطار الخطة التي انتهجتها الهيئة العامة للرياضة السعودية بقيادة تركي آل الشيخ رئيس الهيئة، رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، في الشهور الماضية باستضافة عدة أحداث رياضية دولية مهمة.
واستضافت السعودية تحت رعاية الهيئة، العديد من هذه البطولات والأحداث الرياضية، مثل سباق الأبطال الذي شارك فيه مجموعة من أبرز أبطال سباقات المحركات في العالم، وكذلك نهائي السوبر العالمي للملاكمة، وغيرهما من الأحداث المهمة والمثيرة في العديد من الرياضات.
وفي ظل الشغف الجماهير لدى الجماهير السعودية بلعبة كرة القدم، والمتابعة الهائلة لنجوم كرة القدم العالميين، لم تتردد الهيئة في أن يكون لكرة القدم نصيب مهم وجيد من الاتفاقيات التي أبرمها آل الشيخ لاستضافة عدة أحداث رياضية.
وجاء الاتفاق مع المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني، على المشاركة في هذه الدورة، لينعش أجواء كأس القارات في الملاعب السعودية، التي استضافة ثلاث نسخ سابقة من البطولة الكبيرة.
ووجد المنظمون في السعودية، ضالتهم في المنتخب العراقي المتوج من قبل بلقب كأس آسيا، والذي سبق له أيضًا المشاركة في بطولة كأس القارات مثل باقي المنتخبات المشاركة في هذه الدورة الرباعية، التي تبدو وكأنها نسخة مصغرة من كأس القارات في ظل مشاركة المنتخبين البرازيلي الفائز بلقب كأس القارات أربع مرات سابقة (رقم قياسي)، والأرجنتين الفائز بلقب النسخة الأولى من كأس القارات.
ولن ينس المنتخب الأرجنتيني أبدًا أنه أول بطل لكأس القارات التي انطلقت من الرياض في نفس هذا الشهر أكتوبر ولكن في عام 1992 على ملعب الملك فهد الدولي.
وحقق المنتخب الأرجنتيني هذه البطولة في زيارته التاريخية الأولى للرياض حيث فاز 4 / صفر على منتخب كوت ديفوار بطل أفريقيا وقتها ليلتقي المنتخب السعودي بطل آسيا على نهائي البطولة.
واحتضن ملعب الملك فهد، واحدة من أبرز المباريات النهائية على مدى تاريخه، حيث احتشد في المدرجات نحو 75 ألف مشجع لمؤازرة الأخضر في مواجهة التانجو الأرجنتيني، وصيف بطل مونديال إيطاليا 1990، وحامل لقب كأس أمم أمريكا الجنوبية 1991.
لكن منتخب التانجو أنهى المغامرة السعودية وتوج باللقب بالفوز 3/1 في المباراة ليحرز الكأس التي حملت اسم الملك فهد.
وبعدها بأقل من ثلاثة أعوام، وبالتحديد في يناير 1995، استضافت المملكة النسخة الثانية من البطولة، وعاد المنتخب الأرجنتيني إلى الرياض لكنه اكتفى بالمركز الثاني بعد خسارته من الدنمارك 0/2 في النهائي.
وها هو المنتخب الأرجنتيني يعود إلى الرياض من خلال الدورة الرباعية التي أطلق عليها لقب "السوبر كلاسيكو"، حيث يستهل الفريق مسيرته في هذه الدورة، بلقاء المنتخب العراقي، استعدادا لمواجهة السوبر كلاسيكو التاريخية مع المنتخب البرازيلي في ختام فعاليات هذه الدورة.
وفي المقابل، يمتلك المنتخب البرازيلي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس القارات برصيد أربعة ألقاب، علما بأنه لم يعرف طريقه إلى المشاركة في أول نسختين من البطولة.
ولم تفت المنتخب البرازيلي فرصة المشاركة في كأس القارات على ملاعب السعودية، حيث خاض راقصو السامبا فعاليات النسخة الثالثة من البطولة التي استضافتها السعودية أيضا في 1997.
وتوج راقصو السامبا مشاركتهم الأولى في البطولة باللقب الأول، من بين أربعة ألقاب حصدها الفريق في كأس القارات.
ولهذا، يعود المنتخب البرازيلي إلى الملاعب السعودية بذكريات رائعة، وطموح في الفوز على المنتخب الأرجنتيني في ختام السوبر كلاسيكو.
وشهدت مباريات الدورة الرباعية (السوبر كلاسيكو) إقبالا هائلا من المشجعين السعوديين والعرب على تذاكر المباريات، في ظل حرص الجميع على مشاهدة أبرز نجوم العالم من لاعبي المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني، وأيضا مشاهدة المنتخب السعودي ولاعبيه في مواجهة راقصي السامبا.