|


فهد الروقي
«كلاسيكو الأرض»
2018-10-17
منذ سنوات خلت ليست بالطويلة كنّا بقضنا وقضيضنا “على المدرج نتفرج”، فالدول المجاورة الأقل عدة وعتادا تتنافس على استضافة البطولات والمسابقات الرياضية الرسمية منها والودية لأغراض تسويقية واستثمارية وأحيانًا احتكارية، رغم أننا كنّا أصحاب الريادة فيها.
في حين تفرغنا نحن للصراعات الداخلية، وخلقنا مشكلات فيما بيننا بدافع الميول وانصرفنا عن المهم، وبتنا نغني بسذاجة “أكلنا حينما أكل الثور الأحمر”.
لم نستشعر الخطر المحدق بالتنازل عن المكانة، ولم نفطن لوضعنا وأننا نتراجع القهقرى، في حين يتقدم الآخرون بخطوات سريعة ومتسارعة.
كنّا نصنع ألف سبب وباب للفرقة والخلاف حتى جعلنا من “خرقة قماش” توضع على يد لاعب في المنتخب “أم القضايا”.
كانت صراعاتنا الداخلية هي شغلنا الشاغل، وكان كل طرف منّا يحمّل الآخرين المسؤولية ويتنصل منها كما يخرج النبل من قوس الرامي، ففقدنا حتى قوتنا في الملعب وأصبح تنافسنا خارجه وأصبحنا نتعرض لخسائر فادحة من منتخبات وأندية كانت مبارياتنا معهم محسومة سابقًا قبل أن تخاض.
وقبل أن نسقط نهائيًّا خرج لنا “مشروع وطن” للنهوض برياضة البلد، وقُيض لهذا المشروع “رجل دولة” يعمل ليل نهار حتى في أيام ولحظات مرضه وإجازاته.
رجل حوّل أحلامنا إلى واقع معاش ومشاهد، ففي ظرف عام واحد نجح في صنع حراك كبير على المستويين الداخلي والخارجي، فوثق العلاقة مع المؤسسة الدولية وجلب البطولات والمسابقات في كافة مجالات الرياضة، واستقطب أسماء وبطولات عالمية ووضع خطة عمل على الشقين بعيدة وقريبة المدى.
ولعل آخر تلك الفعاليات التي جذبت عيون العالم نحونا استضافة البطولة الودية “سوبر كلاسيكو” والاستغلال الأمثل لأيام “فيفا”، التي ضمت إلى جانب منتخبنا الوطني منتخبي البرازيل والأرجنتين، بالإضافة إلى المنتخب العراقي الشقيق، في بادرة مميزة لإعادته إلى الحضن العربي، وكانت مباراة “كلاسيكو الأرض” بين راقصي السامبا والتانجو أبرز معالمها، وهي التي جذبت أكثر من ستمئة مليون مشاهد، رغم أن “فرحة بنت بلدنا” أخذت من وهجها الشيء الجميل.
هذا المشروع الضخم طبيعي أن يقع مسيروه في بعض الأخطاء، وهناك من يتشبث بهذه ويريد تعميمها لمحاربته وإعادتنا إلى المربع الأول، حيث الصراع الداخلي والإثارة السمجة والتوقف عن التطور والتمسك بالواقع المؤلم والكئيب.

الهاء الرابعة
قبيح من الإنسان بنسى عـيـوبه
ويـذكر عيبًا في أخيـه قـد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره
وفيه عيوب لو رآهـا بهـا اكـتـفى.