لم أمضِ أكثر من شهرين في العمل الميداني.. مبكرًا اكتشفت أن هذا الباب ليس ذاك الذي ظللت أحلم بدخوله سنوات طويلة.. بحثت بجدية عن فرصة داخل مركز رئيسي حتى أتعايش مع الصحافة التي سكنت خيالي.
العمل في الصحافة في كل مكان يتخذ مسلكين لا ثالث لهما.. أترك المهام القيادية فهذه فيها سؤال وجواب.. هناك الديسك وهذه كلمة إنجليزية تعني مكتب، ومن الكلمة يتضح المعنى والترجمة والتفسير، أي أولئك العاملين في المكاتب والمراكز الرئيسة، وهناك الصحفيون الميدانيون الذين يتولون إجراء الحوارات والتحقيقات والاستطلاعات والبحث عن آخر الأخبار والمستجدات، وكلا الفريقين لا يستطع أحد منهما شغل مكان الآخر.. قلة وندرة الذين يمكنهم الجمع بين المهمتين.. الديسك أبدًا ليس المرحلة التالية للعمل الميداني.. بمعنى لا يمكن للصحفي الميداني أن يتحول مع السنين إلى الديسك، لمجرد أنه قضى فترة طويلة في تقصي الأخبار والمعلومات وإجراء الحوارات.. بالتأكيد قد تتطور لغته وصياغته، لكن عمل الديسك لا يعتمد فقط على تراكم الخبرات الميدانية.. العمل الميداني صعب وشاق ومتعب، ويحتاج إلى الصبر والتحدي والإصرار والحس العالي والمادة الصحفية التي ينتظرها الناس، إضافة إلى مأزق التعامل مع الآخرين.. الديسك فوق القدرات اللغوية يشترط الرؤية التسويقية؛ فيعرف أي المواد التي يمكنها اجتذاب القراء ليضعها في الموقع الأبرز.. بسرعة كبيرة يمكن معرفة صحفي ديسك جيد وبإمكانه استكمال المشوار.. اسأله عن الكتابة والقراءة، واسأله عن رأيه في العناوين، واسأله عن علاقته باللغة والصياغة، واسأله عن شغفه وتعلقه بالصحافة.. هذه أسئلة سريعة تمنحك انطباعًا قريبًا من الحقيقة.. قد يتغير مع الممارسة والتدرب والعمل، لكن الأهم أن يملك البذرة التي تنمو وتتحول إلى شجرة باسقة.. وهذه البذرة ليس بالضرورة أن تجمع كل تلك المزايا.. الإنسان يحتاج إلى الوقت حتى يتقدم ويتعلم ويتطور، لكن لا يمكن لأحد أن يتعلم السباحة وهو يكرهها ويخافها ويعيش خشية الغرق، كلما شاهد البحر والساحل والماء الأزرق..
الميداني والديسك كلاهما يحملان لقب صحفي إن كان لقبًا، لكن الفرق واسع وكبير وشاسع.. لا أتحدث عن الأهم والأفضل.. أتناول فقط الفروقات.. الميدانيون أقرب للمخبرين والباحثين عن أسرار ومعلومات خفية..
الديسك أقرب للعمل الأدبي المضاف إليه تسويق البضاعة إلى أكبر عدد من المستهلكين.. يخلط الناس البعيدون عن المهنة بين الفرقتين.. تتباعد المسافة بينهما بقدر ما يعتقد الناس أنهما شيء واحد.. وهنا تبدو الصورة أكثر ضبابية.. أيهما أهم وأيهما أفضل.. ذاك سؤال حينما يطرحه أحد تدرك أنه لا يعرف عن الصحافة إلا ما يقوله الناس.. كلام جرايد..!!
العمل في الصحافة في كل مكان يتخذ مسلكين لا ثالث لهما.. أترك المهام القيادية فهذه فيها سؤال وجواب.. هناك الديسك وهذه كلمة إنجليزية تعني مكتب، ومن الكلمة يتضح المعنى والترجمة والتفسير، أي أولئك العاملين في المكاتب والمراكز الرئيسة، وهناك الصحفيون الميدانيون الذين يتولون إجراء الحوارات والتحقيقات والاستطلاعات والبحث عن آخر الأخبار والمستجدات، وكلا الفريقين لا يستطع أحد منهما شغل مكان الآخر.. قلة وندرة الذين يمكنهم الجمع بين المهمتين.. الديسك أبدًا ليس المرحلة التالية للعمل الميداني.. بمعنى لا يمكن للصحفي الميداني أن يتحول مع السنين إلى الديسك، لمجرد أنه قضى فترة طويلة في تقصي الأخبار والمعلومات وإجراء الحوارات.. بالتأكيد قد تتطور لغته وصياغته، لكن عمل الديسك لا يعتمد فقط على تراكم الخبرات الميدانية.. العمل الميداني صعب وشاق ومتعب، ويحتاج إلى الصبر والتحدي والإصرار والحس العالي والمادة الصحفية التي ينتظرها الناس، إضافة إلى مأزق التعامل مع الآخرين.. الديسك فوق القدرات اللغوية يشترط الرؤية التسويقية؛ فيعرف أي المواد التي يمكنها اجتذاب القراء ليضعها في الموقع الأبرز.. بسرعة كبيرة يمكن معرفة صحفي ديسك جيد وبإمكانه استكمال المشوار.. اسأله عن الكتابة والقراءة، واسأله عن رأيه في العناوين، واسأله عن علاقته باللغة والصياغة، واسأله عن شغفه وتعلقه بالصحافة.. هذه أسئلة سريعة تمنحك انطباعًا قريبًا من الحقيقة.. قد يتغير مع الممارسة والتدرب والعمل، لكن الأهم أن يملك البذرة التي تنمو وتتحول إلى شجرة باسقة.. وهذه البذرة ليس بالضرورة أن تجمع كل تلك المزايا.. الإنسان يحتاج إلى الوقت حتى يتقدم ويتعلم ويتطور، لكن لا يمكن لأحد أن يتعلم السباحة وهو يكرهها ويخافها ويعيش خشية الغرق، كلما شاهد البحر والساحل والماء الأزرق..
الميداني والديسك كلاهما يحملان لقب صحفي إن كان لقبًا، لكن الفرق واسع وكبير وشاسع.. لا أتحدث عن الأهم والأفضل.. أتناول فقط الفروقات.. الميدانيون أقرب للمخبرين والباحثين عن أسرار ومعلومات خفية..
الديسك أقرب للعمل الأدبي المضاف إليه تسويق البضاعة إلى أكبر عدد من المستهلكين.. يخلط الناس البعيدون عن المهنة بين الفرقتين.. تتباعد المسافة بينهما بقدر ما يعتقد الناس أنهما شيء واحد.. وهنا تبدو الصورة أكثر ضبابية.. أيهما أهم وأيهما أفضل.. ذاك سؤال حينما يطرحه أحد تدرك أنه لا يعرف عن الصحافة إلا ما يقوله الناس.. كلام جرايد..!!