|


إبراهيم بكري
ماجديون أم كارينيون؟
2018-11-08
قبل أن يعلن سبتمبر الماضي رحيله طل ماجد عبدالله عبر شرفة برنامج في المرمى في قناة العربية قائلاً:
"النصر سيارة فخمة لكن قائدها غشيم، أنا أقصد هنا مدرب الفريق كارينيو فهو حماسي وليس فنياً". سعود السويلم رئيس النصر حينها أشاح بناظريه وانغمس في ترف التسويف، مهمشاً الرأي الفني لأسطورة النصر ماجد عبدالله فيما يتعلق بالمدرب الفني للفريق.
لا يمكن لوم رئيس النصر في تلك المرحلة، لغة الأرقام لصالح المدرب حتى إن كان النصر غير مقنع فنياً، الفريق من ناحية النقاط محقق العلامة الكاملة والفوز في جميع المباريات.
تصريح ماجد عبدالله زرع بذور الشك في تربة النصر الصفراء، وانقسمت الجماهير حينها إلى جبهتين، في الضفة الأولى كارينيون يدافعون عن المدرب، وفي الضفة الأخرى ماجديون يتفقون مع الأسطورة أن النصر سيارة فخمة وكارينيو غشيم.
تمر الأيام ويتعثر النصر أمام الفيحاء بالتعادل والأهلي بالهزيمة، سقط النصر من الصدارة إلى المركز الثالث، لا مبالغة في القول إن النصر اليوم يعيش على صفيح ساخن، الثقة مهزوزة في المدرب كارينيو الذي لم يكتفِ بالإخفاق المحلي ليخسر في البطولة العربية النصر أمام مولودية الجزائر على أرضه ذهاب دور الـ16 في كأس زايد للأبطال، بهدف دون رد.
وفي ضوء ما يشاع أن أيام كارينيو في النصر معدودات وسط الضغوط الجماهيرية من أنصار الفريق على الإدارة النصراوية التي رفضت في بداية الأمر طواعية قبول رأي ماجد عبدالله الفني، لتجد نفسها اليوم مجبرة على تصديق رؤية الأسطورة بأن كارينيو غشيم.
لا يبقى إلا أن أقول:
لن تكون لدينا أندية متطورة تدار بعقلية احترافية إذا اقتصرت قراراتها على ردود الفعل دون تحليل الأزمات بطريقة علمية، تستند إلى التقييم الفني للمدرب، وفقاً لكثير من التفاصيل التي يعرفها المختصون في الجوانب التدريبية التي تجهلها الجماهير العاطفية.
لا يخامرني أدنى شك أن الإدارة النصراوية في وضع لا تحسد عليه؛ بسبب قلة خبرتها بشأن التعاطي مع أوضاع الفريق الراهنة، وسط انقسام جماهير النصر ما بين الأسطورة والمدرب.
قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل:
هل جماهير النصر ماجديون أم كارينيون؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..