|


فهد الروقي
«الإتي بين الأهلي والأهلي»
2018-11-14
فيما مضى، كان جدول موسمنا الكروي أشبه برجل تائه في صحراء مقفرة، أو “حطَّاب ليل”، فتجد فرقًا تلعب ثلاث مباريات متتالية في ثلاث بطولات مختلفة، وأحيانًا تجد فريقًا يلعب عددًا ضئيلًا من المباريات في حين أن فرقًا أخرى تلعب ضعف ما لعب.
بل إن بقية الفرق تتأرجح بين النقص والزيادة، وأذكر أن الاتحاد في موسم من المواسم بقي 46 يومًا لا يشارك محليًّا، وقد أُجِّلت كل مبارياته، وذهب لإقامة معسكر خارجي طويل لدرجة أن مدربه “كالديرون” طلب إعادة الجدولة، ووضع مباراة له حتى لا يفقد لاعبوه حساسية المباريات، وعلى ما أذكر وقع الاختيار على الوطني.
في حين ما زلت أذكر حادثة “الذات العام”، وهو المبرر المضحك المبكي الذي صدر ببيان رسمي من اتحاد الكرة، تبريرًا لتأجيل مباراة ديربي الغربية،
وقد استشهدت بحادثتين لطرفي النزاع الحالي على قضية تأجيل أخرى، وإلا فقضايا التأجيل كثيرة لعموم الأندية، كبيرها ومتوسطها وصغيرها، والنزاع الحالي أرى فيه هروبًا اتحاديًّا من مواجهة الأهلي على اعتبار أن أوضاع العميد الفنية التي لا تسر صديقًا ولا عدوًّا، حتى إنه يقبع في المركز الأخير بنقطتين وسبع هزائم، وهو لا يريد الثامنة، فإن حدثت فوجعها يعادل وجع السبع السابقة مجتمعة.
وقد كان الحل الأهلاوي منطقيًّا على اعتبار أن تقديم الديربي يومًا، أو يومين، سيجعل هناك متَّسعًا من الوقت للاتحاد للاستعداد لمباراة الأهلي الآخر على كأس السوبر.
وقد سبق أن طلب الأهلي تأخير، أو تقديم لقاء النصر الذي يأتي بعد لقاء الفريق الجزائري في بلد المليون شهيد، والفاصل بينهما ثلاثة أيام، وتم رفض طلبه، فذهب في رحلة سفر شاقة من جدة إلى الجزائر، ثم العودة إلى جدة، والسفر مرة أخرى إلى الرياض، لكنه عاد مظفرًا من الرحلتين بانتصارين ثمينين دون أن يدخل شباكه هدف واحد.
ولأنني أدرك أن ساحتنا الرياضية لا تقدم النية الحسنة، وتحكم على الكاتب وليس المكتوب، لذا أوضح أن رأيي هذا مبني على تجرد تام ممن شغف قلبي حبًّا به، ولو كان للعاطفة حضور لتمنيت أن تتأجل طويلًا لعل ظروف الاتحاد تتحسَّن، وينجح في تعطيل الأهلي.

الهاء الرابعة
يَا قَلْبُ لَا تَعْشَقْ مَلِيحَاً وَاحِدَاً
تَحْتَارُ فِيهِ تَدَلُّلاً وَتَذَلُّلَا
اِهْوَى المِلَاحَ جَمِيعُهُمْ تَلْقَاهُمُ
إِنْ صَدَّ هَذَا كَانَ ذَلِكَ مُقْبِلَا