عاش الاتحاد والأهلي أكثر من 60 عاماً في تنافس صاخب حول المدرج والعمل الإداري والمدربين واللاعبين وحكايات الناس.. حتى الأهازيج تصارع عليها المعسكران اللذان يحتلان كافة القلوب الجداوية..
وما يحدث فوق العشب الأخضر طوال 90 دقيقة لا يمثل سوى وجه صغير عن أشياء كثيرة داخل حفلة الأهلي والاتحاد التي لن تنتهي أبداً.. وبحكم أنهما طرفا الأغلبية التشجيعية في المدينة الكبيرة الواقعة على ضفاف البحر الأحمر فكان لزاماً عليهما أن يحصدا أيضاً الاهتمام الصحفي.. وليس سراً أو تقليلاً القول إن الصحف الصادرة في المنطقة الغربية توزعت اهتماماتها بين الأهلي والاتحاد.. وهذا أمر يطول ويتمدد الخوض في تفاصيله.. ولأن الاتحاد والأهلي من بين أهم أركان الكرة السعودية فقد صاحبت مواجهاتهما تغطية صحفية موسعة بعيداً عن أي حسابات فنية.. حينما يحل موعد ديربي جدة فإن الصحافة الرياضية تخصص جل صفحاتها لهذا الحدث الذي بالطبع سيترك أثراً وذكريات لا تمحوها الأيام.. و"الرياضية" التي رأت النور قبل 30 عاماً لها هي أيضاً تاريخها الخاص وعناوينها الصامدة وتغطياتها الراسخة عندما يتعلق الأمر بالفريقين الكبيرين..
والعودة إلى الأرشيف والتاريخ والزمن الماضي ما هو إلا تأكيد وتذكير بما يملكه هذا الثنائي من مساحة منحت لهما بأحقية واقتدار.. يلتقي الاتحاد بالأهلي اليوم وتستعيد "الرياضية" ذاكرتها وكيف كانت وظلت وستستمر تتعامل مع واحدة من أهم ديربيات كرة القدم على شتى مساحة قارة آسيا بأسرها.