ـ ما لاحظته، ويتكرر كلّما مررت برواية عظيمة، هو أنّ هناك حكاية أُم، والأصحّ أن أقول: حكاية غالبة؛ ذلك لأن كلمة "أُم" قد تعني توالد بقية الحكايات منها، وانتماءها إليها بالضرورة، وليس هذا هو ما قصدته، رغم كثرة وجوده، إنما قصدت وجود حكاية غالبة تشير وتستثير شهيّة القارئ وفضوله بتتبّعها حتى النهاية.
ـ ثم، وعلى أطراف هذه الحكاية "الغالبة"، وبين أجنحتها، وفي أحضانها، وقريبًا منها، تتناثر حكايات صغيرة، بعضها لا يتخطى سطرًا أو سطرين، وبعضها يمتد لصفحات تقل وتكثر، وبعضها ينقطع وبعضها يتواصل، ومنها ما يندمج مع الحكاية الغالبة حتى يصير جزءًا منها أو يكاد، بينما يظل بعضها على مسافة من الحكاية الغالبة، يمسّها مسًّا خفيفًا، أو لا يفعل.
ـ قلت "حكايات صغيرة"، ولم أقل حكايات "فرعيّة"، رغم أنها كذلك أو تكاد تكون كذلك، أو كان يمكن لها أن تكون وأن تظل كذلك!، فيما لو لم تكن الرواية عظيمة وفخمة حقًّا!. فقد تبيّن لي أنّ أحد أهم أسرار عظمة أي رواية، هي قدرة كاتبها على ألا يجعل من هذه الحكايات الصغيرة، مجرّد حكايات "فرعيّة" من الحكاية التي تعمدت أيضًا ألا أصفها بـ "الأصليّة"، وأن أجازف بكلمة "الغالبة" عوضًا عن ذلك!.
ـ الروائي المبدع يتمكن دائمًا من نثر هذه الحكايات الصغيرة في زوايا وحنايا الحكاية الغالبة، ثم يجعل من كل حكاية صغيرة، حكاية مِرافِقة أصيلة لدرجة لا يعود الاستغناء عنها ممكنًا فيما بعد دون أن يهبط العمل الروائي درجة أو أكثر.
ـ يمسك الروائي بخيط، ومع مرور الوقت، يجد نفسه، ونجد أنفسنا، أمام تَلّ من الخيوط المتشابكة، وتكون أهمية الحكاية الغالبة، أنها صاحبة الخيط الذي لا يمكن فك ولا غزل ولا زيادة تجميع خيوط، دون تذكّر بداية خيط هذه الحكاية وتتبّع مساره وملاحقة نهايته، ولذلك أسميها الحكاية الغالبة!.
ـ كثيرًا ما يتجاهل الإنتاج السينمائي هذه الحكايات الصغيرة، أو عددًا منها، أو يمر عليها سريعًا، متجاهلًا أعماقها، لصالح الحكاية الغالبة في الرواية!. ودائمًا، ونظرًا لطبيعة الإنتاج السينمائي هذه، يلجأ حتى أفضل المخرجين لمواهب أقل في التمثيل يقومون بهذه الأدوار التي تسمى سينمائيًا بالثانوية.
ـ وفي هذا تكمن واحدة من كوارث تحويل الرواية العظيمة إلى فيلم سينمائي!. الروائي المبدع لا يستخدم كلمات أو أسلوبًا أو إيقاعًا أو "أداءً" أقل قيمة وأهمية حين يكتب.
ـ ثم، وعلى أطراف هذه الحكاية "الغالبة"، وبين أجنحتها، وفي أحضانها، وقريبًا منها، تتناثر حكايات صغيرة، بعضها لا يتخطى سطرًا أو سطرين، وبعضها يمتد لصفحات تقل وتكثر، وبعضها ينقطع وبعضها يتواصل، ومنها ما يندمج مع الحكاية الغالبة حتى يصير جزءًا منها أو يكاد، بينما يظل بعضها على مسافة من الحكاية الغالبة، يمسّها مسًّا خفيفًا، أو لا يفعل.
ـ قلت "حكايات صغيرة"، ولم أقل حكايات "فرعيّة"، رغم أنها كذلك أو تكاد تكون كذلك، أو كان يمكن لها أن تكون وأن تظل كذلك!، فيما لو لم تكن الرواية عظيمة وفخمة حقًّا!. فقد تبيّن لي أنّ أحد أهم أسرار عظمة أي رواية، هي قدرة كاتبها على ألا يجعل من هذه الحكايات الصغيرة، مجرّد حكايات "فرعيّة" من الحكاية التي تعمدت أيضًا ألا أصفها بـ "الأصليّة"، وأن أجازف بكلمة "الغالبة" عوضًا عن ذلك!.
ـ الروائي المبدع يتمكن دائمًا من نثر هذه الحكايات الصغيرة في زوايا وحنايا الحكاية الغالبة، ثم يجعل من كل حكاية صغيرة، حكاية مِرافِقة أصيلة لدرجة لا يعود الاستغناء عنها ممكنًا فيما بعد دون أن يهبط العمل الروائي درجة أو أكثر.
ـ يمسك الروائي بخيط، ومع مرور الوقت، يجد نفسه، ونجد أنفسنا، أمام تَلّ من الخيوط المتشابكة، وتكون أهمية الحكاية الغالبة، أنها صاحبة الخيط الذي لا يمكن فك ولا غزل ولا زيادة تجميع خيوط، دون تذكّر بداية خيط هذه الحكاية وتتبّع مساره وملاحقة نهايته، ولذلك أسميها الحكاية الغالبة!.
ـ كثيرًا ما يتجاهل الإنتاج السينمائي هذه الحكايات الصغيرة، أو عددًا منها، أو يمر عليها سريعًا، متجاهلًا أعماقها، لصالح الحكاية الغالبة في الرواية!. ودائمًا، ونظرًا لطبيعة الإنتاج السينمائي هذه، يلجأ حتى أفضل المخرجين لمواهب أقل في التمثيل يقومون بهذه الأدوار التي تسمى سينمائيًا بالثانوية.
ـ وفي هذا تكمن واحدة من كوارث تحويل الرواية العظيمة إلى فيلم سينمائي!. الروائي المبدع لا يستخدم كلمات أو أسلوبًا أو إيقاعًا أو "أداءً" أقل قيمة وأهمية حين يكتب.