|


إبراهيم بكري
المنتخب السعودي مقلق فنيّا
2019-01-07
القاسم المشترك في مشاركات المنتخب السعودي في جميع بطولات آسيا التي حققها أو مشاركته المتميزة، أن الدوري قبل الذهاب للبطولة الآسيوية، يشهد منافسات قوية بين العديد من الفرق ويبرز عددًا كبيرًا من اللاعبين بمستويات فنية مميزة؛ ما يجعل أصغر مشجع قادرًا على اختيار تشكيلة المنتخب المثالية.
في تلك المراحل التي تعاقب عليها أكثر من جيل من اللاعبين الدوليين، كان أمام المدربين كنز من الخيارات في مختلف المراكز، حتى أصبح لدينا دكة من البدلاء لا يختلفون في المستوى الفني عن الذين يركضون في المستطيل الأخضر.
في تلك الحقب الزمنية، كان ارتداء قميص الصقور الخضر غالي الثمن، يحتاج من كل لاعب يتشرف بتمثيل منتخب الوطن، أن يبذل قصارى جهده في أرض الملعب مع فريقه أثناء منافسات الدوري، وكأن المشهد، اللاعب في الملعب كالجندي في المعركة، يقاتل لينتصر ويقهر خصومه.
اليوم نعيش حالة من القلق بسبب منافسة الدوري السعودي للمحترفين الذي يسيطر عليه اللاعب الأجنبي على حساب اللاعب المحلي، والدليل على ذلك عدم بروز لاعبين محليين في كثير من المراكز من أهمها مركز الهجوم غياب الهداف في تشكيلة المنتخب الحالية، إلى جانب أن المنافسة محصورة بين فريقي الهلال والنصر؛ بسبب تميز العناصر الأجنبية في الفريقين، وبقية الأندية مجرد كومبارس يتبادلون الأدوار صعودًا وهبوطًا في سلم ترتيب الدوري، وأصبحنا نعرف نهاية سيناريو المنافسة ونحن في منتصف الدوري، بأن البطل إما القرش الأزرق أو الفارس الأصفر.
لا يبقى إلا أن أقول:
مدرب المنتخب السعودي خوان أنطونيو بيتزي من بعد مشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا، عاش المعاناة في تغيير جلد المنتخب حتى أصبح في حيرة اختيار أي لاعب يستحق أن يرتدي قميص الصقور الخضر في كأس آسيا الحالية، التي تحتضنها دولة الإمارات.
لا يخامرني أدنى شك أن القلق يسكن جسد المشجعين السعوديين في مباراة اليوم ضد منتخب كوريا الشمالية المتطور فنياً في السنوات الأخيرة.
كرة القدم لا تعترف بالمنطق، والمنتخب السعودي قادر أن يبرهن للجميع سيادته الآسيوية، بالتوفيق لمنتخبنا الغالي في مشوار البطولة الصعب في ظل وجود منتخبات قوية.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل يستطيع المنتخب السعودي قهر ظروفه الفنية غير المستقرة؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.