|


فهد الروقي
منتخب من؟
2019-01-09
سنوات طويلة والمنتخب السعودي يُختزل في لونٍ، يحاول أن يضفيه بعضهم عليه بأفق ضيق ومصلحة خاصة لا تتجاوز رؤيتها "أرنبة الأنف".
هو لون وشعار الوطن، ومَن يرتدي "قميصه" أبناء وطن، يرى أهل الاختصاص والشأن أنهم أهلٌ له.
هو قميصٌ لا يؤتى عليه بدم كذب حتى لا يتغيَّر لونه لمصلحةٍ، ولا لهوى نفسٍ، ولا لضيق أفقٍ، بل إنه يضفي علينا جميعًا رداءه الفضفاض، ومَن خرج عن الرداء فهو ليس منه، حتى وإن كان سبب الخروج "تعصُّبًا"، ومصلحة نادٍ معيَّن، وإشباع رغباتٍ.
قبل مباراة المنتخب الاستهلالية في كأس الأمم الآسيوية الحالية، أقام اتحاد القدم مأدبة عشاء للإعلاميين السعوديين القادمين لتغطية البطولة ودعم الأخضر، وعلى الرغم من انتقادات بعضهم الحادة لهذا الاتحاد، والقرارات الخاطئة التي اتخذها، كلٌّ حسب وجهته ورأيه، إلا أن الجميع اتَّفق على أن مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، وأن المنتخب للجميع، وانتصاره يُسجَّل للوطن كله وليس لأشخاص معينين، حتى وإن أخذوا صفة الرسمية، ومع ذلك هناك مَن انتقد الاجتماع والمناسبة، وانتقد مَن حضرها، وأجزم بأن أصحاب الانتقاد ينطبق عليهم "لا خير ولا كفاية شر".
في اليوم نفسه تقريبًا، كانت هناك موجة انتقادات أخرى بعد أن قرَّر الجهاز الفني، بعد التقارير الطبية، استبعاد عبد الله الخيبري، واستبداله بسلطان الغنام، وكان قبلها قد استبعد للسبب نفسه سلمان الفرج، وتعويضه بنوح الموسى، وعلى الرغم من أن الإجراءَين مُسبَّبَين بسبب منطقي، إلا أن هناك حملة انتقادات واسعة، يرى أصحابها في ذلك مصلحةً للهلال والشباب، وضررًا بالأهلي والنصر.
هذا هو الأفق الضيق الذي نشتكي ونحذر منه، خاصةً أن أجواء معسكر المنتخب ينعم بهدوء كبير، وتركيز كامل من الأجهزة الإدارية والفنية، وقد انعكس هذا الهدوء تناغمًا في عطاء الأخضر في مباراته الافتتاحية أمام الكوري الشمالي، وتحقيقه فوزًا عريضًا برباعية تاريخية، والأمل كبيرٌ أن يواصل حضوره الكبير ويتصدر مجموعته للابتعاد أولًا عن مقابلة المنتخب الياباني، أبرز المرشحين للقب، ثم ضمان اللعب مع أحد المنتخبات المتوسطة في دور الـ 16.

الهاء الرابعة
وثقنا بطيب الوقت والوقت ما له طيب
‏وماتت على جدار الثقة معظم الأحلام
‏صرفنا النظر خوف الملامه وخوف العيب
‏ومن يحفظ السمعة من اللوم ما ينلام