|


أحمد الحامد⁩
أمثال عربية
2019-02-17
بالأمس كتبت عن الأمثال عند بعض الشعوب، اليوم سأكتب عن بعض الأمثال الشعبية العربية، ورغم خصوصية كل مجتمع عربي، إلا أن هناك الكثير من الأمثال المتشابهة، والفارق الوحيد في اللهجات والمفردات، لكن المعنى واحد، الشعب المصري أدخل النكتة حتى في الأمثلة التي عادة ما تكون رصينة لأن غايتها إعطاء الحكمة.
لكن المصريين يتعاطون النكتة في كل شيء وفي كل المواقف، لأنها تعبير ذكي ونقد لاذع، ولكن بصورة ناعمة وسلسة تترك الابتسامة على سامعها، حتى إن كانت النكتة ضده، طبعاً يتطلب ذلك من المنقود روحًا سمحة وقلب فنان، كلمة العريان تعبير رمزي عن الفقير الذي لا يملك إلا ثوبه، لم يقاوموا الإسقاط عليه فقالوا عنه: ربنا ريح العريان من تعب الغسيل! أصحاب الصلع من الطبيعي أن يكون لهم نصيب في الأمثال، خصوصاً إذا ما كانت الصلعة كبيرة: حيرتنا يا أقرع من فين نبوسك!، أما عن حديثي النعمة أو الذين رزقهم الله من نعمة فاغتنوا: بعد ما كان بيحجل زي الغراب بقى يلبس جزمة وشّراب! وعن القيمة العميقة لما هو ذو أصالة: إن دبلت الوردة ريحتها فيها، أهل الشام أيضاً أصحاب أمثال لا تخلو من الطرافة، غير أنهم قد يستخدمون في بداية أمثالهم بعض السجع حتى يمهدوا للمعنى الذي يريدون إيصاله: طب الجّرة على تمها تطلع البنت لأمها، واضح أن المقصود أن البنت تشبه أمها، وعن خبرتهم في شراء “دماغهم” يقول مثلهم في ذلك: إذا كان بدك تستريح شو ما شفت قول منيح! في اليمن أمثال رائعة أيضاً، غير أن الكثير منها يستخدم في الخليج لتقارب اللهجات، لكن تبقى لأمثالهم خصوصيتها، يقول المثل اليمني: جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه! ومعناه يشبه المثل الخليجي: إمسك المربوط لا يجيك المفلت! أيضاً عن من يتأخر في تقديم العزاء من النساء يقولون في اليمن: معزية بعد شهرين مذكرة كل الأحزان! في المغرب أيضاً تتشابه الأمثال مع باقي المجتمعات العربية، مثل الحكي إلك يا جاره واسمعي يا كنه، هو نفس المثل المغربي الهضرة للسارية والمعنى للجارية، ولأن الكثير من مغاربة المغرب العربي هاجروا في بلدان العالم طلباً للرزق وما تترتب من الهجرة من مشاكل طويلة: إلي وصل بلاد غير بلادو خلّ الهم لأولادو.