|


إبراهيم بكري
قائمة الجماهير السوداء
2019-02-26
‫تحول الوضع إلى موضة وعدوى تنتقل بين الجماهير مهما اختلفت ميولها، حالة التعبير عن الغضب في مدرجات ملاعبنا يعبر عنها جماهير كثير من الأندية برمي علب الماء تجاه أرض الملعب.‬
‫تكرار هذا التصرف المخالف لقيم الروح الرياضية في معظم جولات دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين يجعلنا ندرك أننا اليوم نعيش ظاهرة رياضية مقلقة وليس تصرفات فردية لا تشكل أي خطر على مستقبل رياضتنا.‬
‫والشيء المقلق أن العقوبات الحالية من لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي لكرة القدم فيما يتعلق بمعاقبة الأندية مالياً بسبب رمي جماهيرها علب الماء لأرض الملعب لم تعالج المشكلة، بل أصبحت تتكرر بشكل مستمر.‬
‫هذا يعطيني مؤشرًا أن العقوبة لم تحل المشكلة والأصل في أي عقوبة هو الإصلاح وعلاج الخلل، ولا قيمة لأي عقاب لا يغير تصرفات الجماهير الخاطئة.‬
‫ما ذنب الأندية أن تتحمل باستمرار عقوبات مالية بسبب تصرفات جماهير لا تستطيع أن تتحكم في إصلاح سلوكهم المنافي لقيم الرياضة وأخلاقها السامية.‬
‫الأمر المقلق أن تصبح المقذوفات بدل علب الماء لأدوات أكثر خطورة تهدد سلامة وصحة اللاعبين والحكام في أرض الملعب كما شاهدنا في مباراة الكلاسيكو بين الاتحاد والهلال، أحد الجماهير قذف شاحن جوال، تخيل لو ضرب رأس لاعب ماذا سوف يحدث؟!.‬
‫دون أدنى شك سوف يتعرض اللاعب لإصابة خطيرة قد يفقد حياته أو يصاب بإعاقة في عينه.‬
‫تعليقاً على أحداث الجوهرة الكابتن فيصل أبو ثنين علق في برنامج الديوانية قائلاً:‬
‫"بعد تكرار تصرفات الجماهير بقذف قوارير الماء لأرض الملعب أتمنى منع دخول الماء لملاعبنا".‬
‫هذا ليس حلاً، وهذا فيه عقاب للجماهير الملتزمة بحسن السلوك والجماهير تحتاج شرب الماء والملعب ليس صحراء يقتل مرتاديه بالعطش.‬
لا يبقى إلا أن أقول:
‫يجب أن تعقد ورش عمل من الجهات المعنية، الهيئة العامة للرياضة، الاتحاد السعودي لكرة القدم، رابطة الدوري السعودية للمحترفين، وروابط مشجعي الأندية لمناقشة تكرار تصرفات الجماهير السلبية ودراسة أسبابها وطرق علاجها.‬
‫وأقترح أن تفعل كاميرات المراقبة على المدرجات وإصدار لائحة عقوبات على الجماهير المخالفة للروح الرياضية، وأن تكون هناك قوائم سوداء للجماهير تمنع دخولهم الملاعب ممن يتكرر منهم التصرفات السلبية في ملاعبنا.‬
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
كيف نحل ظاهرة رمي الجماهير علب الماء لأرض الملعب؟!