صاحبت مزيد الحنفي في رحلته، ومثله كنت أحمل صندوق كتبي، وحتى يقبل صحبتي والتّرحال معه، ألوِّح له بكتابٍ أدري أنه لم يقرأه، فيلوّح لي بكتابٍ يخمّن أني لم أطّلع عليه، فنتبادل الكتب!.
ـ أمّا لماذا كنت “أدري” وكان “يخمّن”، فذلك لأنني كنت أُخرج له من صندوق كتبي، الكتب التي أُلِّفتْ بعد وفاته هو بزمن بعيد!، كُتُبنا في هذا العصر!، أمّا هو فلا يقدر على غير إظهار ما حُبِّر في زمنه، يظنّ أنه وصلنا كلّه!.
ـ وأمّا كيف كانت هذه الصحبة ورحلة السفر؟!، كيف جاءت وكيف صارت؟!، جواب ذلك: عبْر القراءة، والسفر في رواية “مسرى الغرانيق في مدن العقيق” لأميمة الخميس!.
ـ لن تكفي مقالة واحدة، ولا ثلاث، ولا أدري متى سأنتهي من الترنّم بها. لو قضينا أسبوعًا كاملًا في قراءة هذه الرواية، لما وسعنا تجنّب هضم حقّها، لفرط البهاء الذي سكبته وتستحق ردّه بما يشبهه، ومن أين لي بهذا؟!.
ـ ومن يدري؟!، قد تكون أنت المُريد الجديد الذي ستُدْرجه هذه الرواية إلى جماعة السّراة؟!. فيكتب عنها بعد أن تكتبه من جديد!. رواية المُتَع والعجائب والأهوال. رواية نقش الغنج بعطر وتفكّه ولون ثوب ولّادة بنت المستكفي، الذي يشبه توقّد الشمس من وراء غيمة!.
ـ رحلة من اليمامة حيث قاع الصحراء إلى قرطبة حيث كتف العالم!. مرورًا بالبصرة وبغداد والقدس والقاهرة، في روايةٍ هي جنّة لحلقات فكر ورأي ومُعتقدات، تظنّ كل حلقةٍ أن ما عداها.. النار أو في النار!.
ـ لكلٍ وِرْده وغمده!. المجاميع.. المجاميع، المجاميع للهروب من الفَرَدَانيّة!.
ـ كلّ من يشقّ عليه أن يكون رأسه ساحةً تتقاتل فيها الأسئلة كالسِّباع الضارية، يهرب من فردانيّته إلى مجموعة، ويرتاح!. فبالقياس، من الأسهل على الفرد داخل المجموعة، تحمّل عواقب تقاتل المجاميع بعضها ببعض، حتى وإن كانت تفعل ذلك كالسِّباع الضارية أيضًا!.
ـ المجاميع تُكسبك جسارة جسديّة، بينما لا تُقدّم لك الفَرَدَانيّة سوى الأسئلة والأفكار المُضنية للعقل!.
ـ العصر العباسي يهترئ ويتآكل، وبين جماعة “من تمنطق فقد تزندق” وجماعة “من حدّه فقد عدّه”، والرافضة والجهميّة والملاحدة، وأهل مذهب العنديّة، وأهل عقيدة الجبر حيث جدل الأندلسيين!، والمرتحلين بقوافل قلوبهم إلى قوانين المشابهة والمضاهاة، يبدون على حالهم هذه كأنهم دراويش عشق أو مجذوبين فلسفة!، وجماعات أخرى تُشكّل دوائر متداخلة، وغير متداخلة، كلّها تقريبًا، باستثناء الملاحدة طبعًا، تُحوقل وتستغفر!.
ـ وكل دائرةٍ منها تدعو لشيخها بأنْ ينصره الله على من عاداه، وتؤمّن متى ما دعا بالثبور على من يريدون أنْ يطفئوا نور الله بأفواههم،..
يعبر مزيد الحنفي ابن شمّا الوائليّة الحكاية، ومعه نقيم، نثني الرُّكَب، ونرتحل!.
ـ وللحديث بقيّة!
ـ أمّا لماذا كنت “أدري” وكان “يخمّن”، فذلك لأنني كنت أُخرج له من صندوق كتبي، الكتب التي أُلِّفتْ بعد وفاته هو بزمن بعيد!، كُتُبنا في هذا العصر!، أمّا هو فلا يقدر على غير إظهار ما حُبِّر في زمنه، يظنّ أنه وصلنا كلّه!.
ـ وأمّا كيف كانت هذه الصحبة ورحلة السفر؟!، كيف جاءت وكيف صارت؟!، جواب ذلك: عبْر القراءة، والسفر في رواية “مسرى الغرانيق في مدن العقيق” لأميمة الخميس!.
ـ لن تكفي مقالة واحدة، ولا ثلاث، ولا أدري متى سأنتهي من الترنّم بها. لو قضينا أسبوعًا كاملًا في قراءة هذه الرواية، لما وسعنا تجنّب هضم حقّها، لفرط البهاء الذي سكبته وتستحق ردّه بما يشبهه، ومن أين لي بهذا؟!.
ـ ومن يدري؟!، قد تكون أنت المُريد الجديد الذي ستُدْرجه هذه الرواية إلى جماعة السّراة؟!. فيكتب عنها بعد أن تكتبه من جديد!. رواية المُتَع والعجائب والأهوال. رواية نقش الغنج بعطر وتفكّه ولون ثوب ولّادة بنت المستكفي، الذي يشبه توقّد الشمس من وراء غيمة!.
ـ رحلة من اليمامة حيث قاع الصحراء إلى قرطبة حيث كتف العالم!. مرورًا بالبصرة وبغداد والقدس والقاهرة، في روايةٍ هي جنّة لحلقات فكر ورأي ومُعتقدات، تظنّ كل حلقةٍ أن ما عداها.. النار أو في النار!.
ـ لكلٍ وِرْده وغمده!. المجاميع.. المجاميع، المجاميع للهروب من الفَرَدَانيّة!.
ـ كلّ من يشقّ عليه أن يكون رأسه ساحةً تتقاتل فيها الأسئلة كالسِّباع الضارية، يهرب من فردانيّته إلى مجموعة، ويرتاح!. فبالقياس، من الأسهل على الفرد داخل المجموعة، تحمّل عواقب تقاتل المجاميع بعضها ببعض، حتى وإن كانت تفعل ذلك كالسِّباع الضارية أيضًا!.
ـ المجاميع تُكسبك جسارة جسديّة، بينما لا تُقدّم لك الفَرَدَانيّة سوى الأسئلة والأفكار المُضنية للعقل!.
ـ العصر العباسي يهترئ ويتآكل، وبين جماعة “من تمنطق فقد تزندق” وجماعة “من حدّه فقد عدّه”، والرافضة والجهميّة والملاحدة، وأهل مذهب العنديّة، وأهل عقيدة الجبر حيث جدل الأندلسيين!، والمرتحلين بقوافل قلوبهم إلى قوانين المشابهة والمضاهاة، يبدون على حالهم هذه كأنهم دراويش عشق أو مجذوبين فلسفة!، وجماعات أخرى تُشكّل دوائر متداخلة، وغير متداخلة، كلّها تقريبًا، باستثناء الملاحدة طبعًا، تُحوقل وتستغفر!.
ـ وكل دائرةٍ منها تدعو لشيخها بأنْ ينصره الله على من عاداه، وتؤمّن متى ما دعا بالثبور على من يريدون أنْ يطفئوا نور الله بأفواههم،..
يعبر مزيد الحنفي ابن شمّا الوائليّة الحكاية، ومعه نقيم، نثني الرُّكَب، ونرتحل!.
ـ وللحديث بقيّة!