|


تركي السهلي
العهد السعودي الجديد
2019-03-04
أهلاً وسهلاً بالعهد السعودي الرياضي الجديد. أهلاً بالروح التي تتجاوز كل شيء لتصل إلى ما تريد. سلام على الصورة الواقفة التي لا تقبل الانهزام والفكر القديم، ذلك الفكر الذي ظلّ يراوح مكانه سنوات من أجل إرضاء هذا والتجاوز عن ذاك. إنها السعودية التي لا تقبل أن تكون ممراً لأحد ومعبراً يحقق أحلام الآخرين دونما أن تبرح مكانها. الممرات برجالها لا تقبل أن تكون مجرد طريق عبور.
سلام على تلك الرؤى المتجاوزة النمط الرتيب، وعلى تلك التي لا تقبل أن تكون مجرد تفاهمات يربطها الكبير عطفاً على حالة الصغير. أهلاً بلادي المؤثرة الكبيرة صاحبة العين التي لا تخطئ ولا تنظر لمن صغر وتقزّم. أهلاً بلادي التي بين أنفاسها ونظرتها وجه لا يقبل التأويل والتبديل.. وجه شديد الوضوح يمتد إلى أقصى الحدود.
أتت الأخبار لتقول إن اللحظة القديمة تبدّلت لتحل محلها صورة جديدة لونها وفارقها التاريخي عبد العزيز بن تركي بن فيصل وأحمد بن عيد الحربي، الأول أخذ في "بشته" المجلس الآسيوي الأولمبي والثاني حالة دولية جديدة تحل محل ملك ماليزي متوّج.
العلاقة السعودية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم علاقة قديمة بدأت أواخر الخمسينيات الميلادية، حينما حصل الاتحاد السعودي لكرة القدم على العضوية الدولية بعمل جبّار من الأمير عبد الله الفيصل ـ رحمه الله ـ، لكن علاقتنا المؤثرة معه بدأت مع عقد الثمانينيّات الميلادية، وظلّت كذلك حتى صيف 1999م، وقت رحيل الأمير فيصل بن فهد - غفر الله له. نحن الآن نعيد صياغة التاريخ من جديد، ويجب أن نكون كذلك؛ فالأيام لا تنتظرنا والقصة القديمة الجميلة لن تبقى بين جدران الذاكرة. علينا أن نكتب قصتنا مرة تلو المرة، وأن نجوّد صياغتها. يبدو أننا نفعل ذلك الآن. الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل أصبح للتو عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي ورئيساً للجنة التعليم لأربع سنوات مقبلة، وفي ذات الوقت أحمد عيد عضواً في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم. الآن لدينا أكثر من سلاح في الآسيوي وفي الدولي. وأمام ذلك علينا أن نتجاوز تلك المواقف التي كنا نكررها كثيراً.. المقت لآسيا والبعد عن الاتحاد الدولي. علينا الآن أن نعي جيداً كيف لنا أن نكون مؤثرين لا ناقمين. لطالما لعنّا الظلام دونما أن نوقد شمعة. حان الوقت لنأخذ الشعلة ونضعها في دائرة التأثير. أهلاً آسيا.. أهلا " فيفا".