تقدم مجموعة من الصحف والمجلات الرياضية، عند نهاية كل موسم كروي، جوائز إلى أفضل اللاعبين في الدوريات المحلية، في تقليد بات متَّبعًا في بلدان عدة حول العالم، وذلك على خلفية التجارب الأولى والناجحة لصحف تستمر حتى يومنا هذا في تقديم أشهر الجوائز الفردية في عالم كرة القدم. وتسلِّط "الرياضية" الضوء فيما يلي على ثلاث من أشهر هذه الجوائز، على رأسها جائزة الكرة الذهبية، التي بلورت فكرتها "فرانس فوتبول"، فخرجت من مكاتب المجلة الفرنسية لتصبح بعد أعوام حلمًا كبيرًا لألمع النجوم حول العالم.
- الحذاء الذهبي
صحيفة ليكيب الفرنسية
خرجت فكرة جائزة الحذاء الذهبي من مكاتب صحيفة “ليكيب” موسم 1967-1968، وأطلقت عليها اسم “سولييه دور”، وهي الترجمة الفرنسية لعبارة الحذاء الذهبي. وقدَّمت الصحيفة الفرنسية الجائزة إلى أفضل هداف خلال موسم كامل في أي من الدوريات المحلية الأوروبية حتى العام 1991، وتوقفت بعد ذلك عن منحها لمدة خمسة أعوام بعد خلاف مع الاتحاد القبرصي حول عدد الأهداف لأحد اللاعبين القبارصة. وتكفَّلت وكالة الرياضة الأوروبية بتقديم الجائزة منذ العام 1996 لكن مع قوانين جديدة مبنية على النقاط لا عدد الأهداف، وتقضي بحصول لاعبي الدوريات الكبرى على نقطتين لقاء كل هدف، مقابل نقطة واحدة لأي هدف يسجله لاعب في الدوريات الصغرى. ويُعدُّ ليونيل ميسي اللاعب الأكثر فوزًا بجائزة الحذاء الذهبي برصيد خمس مرات، يليه كريستيانو رونالدو الذي تُوِّج بها في أربع مناسبات.
- الكرة الذهبية
مجلة فرانس فوتبول الفرنسية
تُعدُّ الكرة الذهبية الجائزة الفردية الأكثر أهمية في عالم كرة القدم، فهي تستمر في تكريم أفضل اللاعبين في العالم دون توقف منذ إطلاقها عام 1956. وكان الراحل جابرييل هانوت قد رسم معالم هذه الجائزة في خمسينيات القرن الماضي، وهو لاعب كرة قدم، مثَّل المنتخب الفرنسي في 12 مباراة دولية قبل انتقاله إلى عالم الصحافة بعد اعتزاله، ليقدِّم فكرة الكرة الذهبية إلى مجلة “فرانس فوتبول”. وبدأت المجلة الفرنسية في تكريم أفضل لاعب من حاملي الجنسيات الأوروبية عام 1956، واستمرت في ذلك بشكل سنوي، قبل أن توسِّع إطارها عام 1995 لتشمل جميع اللاعبين في أوروبا، وإن كانوا من جنسيات غير أوروبية، وصولًا إلى تحوُّلها إلى جائزة عالمية لجميع اللاعبين المحترفين حول العالم منذ العام 2007. ودخلت “فرانس فوتبول” في الفترة ما بين عامي 2010 و2015 في شراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، قبل أن تعود إلى الانفراد في تقديم الكرة الذهبية منذ ذاك الحين بتصويت من ألمع الصحافيين.
- الفتى الذهبي
صحيفة توتو سبورت الإيطالية
أطلقت صحيفة “توتو سبورت” عام 2003 جائزة الفتى الذهبي، وسلَّمتها منذ ذلك الحين إلى أفضل لاعب صاعد في أوروبا “دون 21 عامًا” بشكل سنوي. وتستعين الصحيفة الإيطالية بمساهمة مجموعة كبيرة من الصحافيين التابعين لصحف ومجلات أوروبية أخرى في سياق التصويت لاختيار الفتى الذهبي، على رأسها صحيفة “بيلد” الألمانية، و”ليكيب” الفرنسية، و”ماركا” الإسبانية، و”تايمز” الإنجليزية. ويُسمِّي كل صحفي خمسة لاعبين، حيث يمنح عشر نقاط للأول، وسبع نقاط للثاني، وخمس نقاط للثالث، وثلاث نقاط للرابع، ونقطة واحدة للخامس، قبل أن تجمع “توتو سبورت” النقاط، وتعلن الفائز. وكان الهولندي رافاييل فان دير فارت أول مَن تُوِّج بجائزة الفتى الذهبي، إلى أن وصلت عام 2018 إلى مواطنه ماتيس دي ليخت، علمًا أن قائمة الفائزين الآخرين تضم أسماء منها ليونيل ميسي، وبول بوجبا، وماريو جوتزه، وكيليان مبابي.