لن يكون لقاء الديربي المنتظر بين الهلال والنصر كغيره من لقاءات الفريقين السابقة، حتى وتاريخ الفريقين يحمل الكثير من الذكريات المشبعة بالإثارة والندية والتنافسية سواء داخل الملعب أو خارجه. أما لماذا يعتبر هذا الديربي من وجهة نظري استثنائيًّا وله خصوصية لم يسبق أن حظي بها أي لقاء سابق بين الفريقين؛ فهذا يعود بنا إلى أغسطس الماضي عندما أعلن رئيس هيئة الرياضة في ذلك الوقت معالي المستشار تركي آل الشيخ أن هذا الدوري سيكون نسخة خاصة ولمرة واحدة فقط تحمل مسمى كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين.
حتى المباراة تأتي ضمن مباريات الجولة 25 من الدوري وسيعقبها 5 مباريات لكل فريق، والنظر للفارق النقطي في حال فوز أو خسارة أحد الفريقين أو تعادلهما لا يعني حسم الدوري، ولكن لا شك أن تفوق أي فريق على الآخر سيجعله في موقع مريح وستكون حظوظه أكبر في اقتناص لقب الدوري الاستثنائي.
الهلال الفريق الأكثر ثقلًا فنيًّا داخل الملعب والأعلى كعبًا من الجميع متى ما كانت الظروف طبيعية وكان نجومه في قمة تركيزهم، سيقابل مزاجيته الفريق الأصفر الذي يركز محليًّا، كونه خارج حسابات البطولة العربية ومتعثرًا آسيويًا، وعلى عكسه تمامًا الهلال المثقل بالمشاركات التي يملك فيها فرصة المنافسة وتحقيق اللقب آسيويًّا وعربيًّا ومحليًّا.
فنيًا، تلعب الغيابات وكذلك الإرهاق الذي يعانيه الزعيم ورقة ضغط كبيرة قد يستغلها الفريق النصراوي، والمهمة لقائدي الفريقين فنيًا الكرواتى زوران ماميتش والبرتغالي روي فيتوريا على الجانب الفني لن تكون غامضة؛ فالديربي يعتبر كتابًا مفتوحًا، حيث لا يوجد لدى الفريقين أوراق سرية أو معلومات غامضة، فمكامن القوى والقصور في الفريقين جلية وواضحة، ولن تخفى على أسماء كبيرة كزوران أو فيتوريا، لذا ستلعب التفاصيل الصغيرة دورًا كبيرًا وستكون لها كلمتها في الديربي، وستكون كلمة الفصل «تركيز» وحضور نجوم الفريق داخل المستطيل الأخضر.
جماهيريًّا، سيكون الضغط الجماهيري في أوجه، فالإثارة البارزة خارج المستطيل الأخضر حتمًا ستكون حاضرة في المدرج بشكل جلي، والمنتظر أن يكون الوعي الجماهيري في الموعد لدعم كل اللاعبين لتقديم مباراة كرة قدم حقيقية، يتفرغ فيها النجوم للإبداع والإمتاع والرهان سيكون على الجماهير لتلعب الدور الإيجابي في إظهار قمة الدوري السعودي بالمظهر الذي نتمناه، ويعكس رقي رياضتنا بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.