|


طلال الحمود
سمعني صوتك
2019-04-13
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة يتبارى فيها المستخدمون بعرض إنتاجهم الفكري وتحديد مواقفهم من قضايا جدلية، كان الرأي فيها حكراً على من يستطيع الوصول إلى منصات الإعلام التقليدية، وفرض التوجهات الشخصية على أنها تمثل رأي الأغلبية.
وهذا ما نسفته منصات التواصل الاجتماعي بعدما منحت لكل صوت الحق في تمثيل صاحبه بعيداً عن الوصاية.
وعلى رغم الإيجابيات الكثيرة لثورة وسائط التواصل، إلا أن الأمر لا يخلو من سلبيات جعلت هذه المنصات تصبح مسرحاً لعينات من البشر اعتادت على التسلق أو التربح أو تمجيد الذات، قبل أن تجد فرصة في توسيع نشاطها من خلال تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي.
في الوسط الرياضي يظهر التأثير السلبي أكثر استفزازًا من خلال حملات الثناء على رئيس نادٍ يبرهن فشله يوماً بعد يوم، وسيل التغريدات التي تهاجم من ينتقده أو يطالب بتغيير طريقته في إدارة العمل، وغالباً يتحول هذا الرئيس خلال ساعات إلى بطل "تويتري"، ولكن بلا إنجازات على أرض الواقع!.
وكثيراً ما تنطلق حملة إعادة تغريد لشخص كتب في موقع "تويتر" يمتدح طبيباً ويثني على خبرته وقدراته الخارقة، وربما يمتد الأمر إلى أن يتم تزويد التغريدة بـ"هاشتاق" تمهيداً لدخول عالم "ترند" وجعل هذا الطبيب أفضل جرّاح في هذه الدنيا الفانية، مع إن إنجازاته ليس من أسوأها نسيان المقص في بطن المريض!.
ومن عجائب منصات التواصل الاجتماعي حين تظهر حملة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي للثناء على مصمم أزياء والتمجيد بدوره المفصلي والمحوري في بعث الثقافة المحلية وحماية التراث العربي من الاندثار، وقبل أن يتحول اسم هذا المصمم إلى "ترند" يحاول بعض المتطوعين تنبيه الناس إلى أن هذا الفلتة سرق تصاميمه المتميزة من أعداد مجلة سيدتي، غير أن الرد يأتي قاسياً من الحملة بتسفيه هؤلاء المعترضين ووصفهم بالحاقدين.
في عالم القنوات الفضائية يمكن للباحث عن سلبيات "سوشال ميديا" أن يرى العجب، إذ يعتمد الإعلاميون على رصيدهم من التقارير التلفزيونية والصحافية، فضلاً عن المقالات والمقابلات، لنيل ثناء الوسط الإعلامي ومتابعي وسائل التواصل، غير أن الحال تغيرت في عصر "الهاشتاق" والـ"ترند"، حين باتت حملات المديح تشكل رصيداً وتاريخاً لبعضهم، وغالباً ما يستغرب المتابع تداول تغريدة تمتدح وتثني على إعلامي لا وجود لإنتاجه في عالم الصحافة إلا من خلال ترويج تغريدات المديح عن نفسه ودعوة رفاقه لإعادة التغريد، في ظاهرة تبرهن على سلبيات وسائل التواصل.