محكم فرسان القصيد يتحدث عن المسابقة السعودية الأشهر ويكشف الحقائق
الغنامي: النفس النسائي فضح الشعراء
يُعد تركي الغنامي من أبرز المحكمين الشعريين في الخليج العربي بعد تجاربه المميزة، ويعد ميزان معرفة، آراؤه جريئة، ينطلق من أسس علمية ومعرفية، استحق الأضواء ولم يكتف بذلك، بل كان من مقدمي الرسائل التثقيفية لمتلقي الشعر، ولم يركن إلى تحكيم النصوص فقط.. "الرياضية" التقت الغنامي في هذا الحوار الجريء.
01
كيف تقيّم مسابقة "فرسان القصيد" في نسختها الأولى بعد انتهائها؟
أرى أنها تقدمت بمسابقات الشعر خطوات جيدة وأعادت لها شيئاً من التوهج ولفت الأنظار، وهذا ما يحتسب للبرنامج، وأعلم أن طموحات البرنامج وقدرات طواقمه أكبر مما قدم في هذه النسخة أيضا، وسوف تكون النسخة المقبلة ـ بإذن الله ـ نقلة جديدة بخطوات أطول وأوضح.
02
ما مدى رضاكم عن المخرجات النهائية المتوجة بالمراكز الأولى؟
الرضا بالنتائج النهائية كان بنسبة كبيرة، فالذين توجوا بالجوائز والمراكز المتقدمة كانوا يستحقونها بلا شك.
03
هل لعب التصويت دوراً في تغيير الكراسي وتغلب على الشعر؟
التصويت كان له أثر، فالتصويت الذي لا يغير لا قيمة له، ولكن السؤال هو ما مدى وعي الجمهور المصوت؟ وما هي المعايير التي يصوت بناء عليها؟ ورأيي أن التصويت الواعي ليس في صراع مع الشعر، لذلك لا يوجد بينهما غالب ولا مغلوب، أما التصويت غير الواعي فربما غلب الشعر أحياناً، وهذا يحصل في جميع المسابقات التي يكون التصويت طرفاً فيها.
04
ما أهم المكتسبات التي حصدتموها في البرنامج؟
التواصل الثقافي بين الشعوب العربية من خلال فنونهم الشعرية التي أوصلوها من خلال المنبر الإعلامي الكبير الذي تبنى البرنامج، أما على المستوى الشخصي فلعل الانتشار الجماهيري هو من أهم المكتسبات، وقد حاولت من خلاله ـ مع ضيق الوقت ـ إيصال بعض الرسائل التثقيفية المتعلقة بقضايا الشعر لغة وفناً.
05
الصورة النمطية السائدة لدى المتلقي المهتم أن المسابقات الشعرية السعودية سيئة.. هل استطاع "فرسان القصيد" تجاوزها؟
نعم دون أدنى شك.
06
كيف ترد على من يرى أن آراء لجنة التحكيم موحدة بما يعكس أنها موجهة؟
لا أظن أن هذا الكلام صحيحاً، فآراء اللجنة ليست موحدة، فقد تخالفنا في الرأي والتعليق والدرجة في مواضع كثيرة في البرنامج، أما الاختلاف الذي يصل إلى حد أن يقبح أحدنا الحسن أو يُحسن القبيح لنرضي ذائقة من يطلبون الاختلاف لذاته، فهذا لم يحصل ولن يحصل مستقبلاً بإذن الله.
07
القصيدة ذات اللغة الحديثة حضرت.. هل المتلقي بات يفرض قناعاته على الشعراء؟
الشاعر الشعبي ابن بيئته ولغته الشعرية يجب أن تكون مفهومة مدركة لجمهوره من غير أن يتخلى عن هويته الخاصة وبصمته البيئية، ولا مراء أن اللغة المستعملة في حياة الناس اليومية قد تحدثت وبالتالي فالقصيدة ستتحدث لغتها تبعاً لذلك.
08
هل غياب المتخصص في الشيلات والمقامات أثر بشكل أو آخر على هذه الفئة؟
لم يغب المتخصص في الأصوات والألحان عن البرنامج، فقد كان الملحن الكبير ناصر الصالح مشاركاً مع اللجنة في مرحلة الوسط التي تأهل منها 12 منشداً لمرحلة البث المباشر، ومن الطريف أن تقييمات وآراء الملحن ناصر الصالح في مجملها وافقت آراء سابقة للجنة، فاللجنة ليست بعيدة عن فن الشيلات، بل إن مشاركات الزميل محمد السناني في بعض الحلقات وابتكاره لألحان جديدة تفوق فيها على بعض المبدعين في فن الشيلات تؤكد على علو ذائقة اللجنة في هذا الفن، كما أن النتيجة النهائية للفائزين في هذا الفن تؤكد ذلك أيضا.
09
المعنى شرط أساسي في المحاورة.. هل نوعية المعاني المطروحة من قبلكم قتلت خصوصية معاني هذه الفئة؟
شاعر المحاورة المتمكن يستطيع معالجة أي موضوع والتعامل معه، ونحن في مسابقة تعتمد على المنافسة والتحدي والبحث عن فوارق بين المتسابقين، لذلك لا بد من تنوع الاختبارات وتعددها بحسب المرحلة، ثم إن المعنى من قبل اللجنة اقتصر على المراحل الأولى فقط، ثم ترك اختياره بعد ذلك للشعراء أنفسهم.
10
الشعر النسائي بعد هذه التجربة هل أنت مع أو ضد الرأي الذي يؤكد أن النفس الرجالي موجود بشكل فاضح فيه؟
قد يوجد في بعضه، ولكن ليس "بشكل فاضح"، أما غالبه فهو نسائي بامتياز، علما أنني أرى الصورة معكوسة وهي زاوية لا أرى من يتحدث عنها، وهي أن بعض الشعر الرجالي هو الذي أصبحنا نلحظ في بعضه النفس النسائي الفاضح.
11
هل اللجنة تأثرت بما يكتب وينشر عنها في مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أظن ذلك، فقد كان لدى اللجنة من أعباء العمل وهم إنجاحه ما يشغلها عن متابعة وسائل التواصل وما ينشر فيها.