يبدأ كل شيء من رغبات طبيعيّة جدًّا، من حاجة ومن شغف، ثم شيئًا فشيئًا يتمايز الناس فيما يُنتجون ويُقدِّمون، فيتشكّل الشيء المُنتج مرّة أخرى، ويأخذ صفة الأدب وشكل الفن، أو يصير علمًا!.
ـ الشعر بدأ غناءً، تموسقت الكلمات فأطربت، ونُودي بها على الإبِل فجاءت!. بعد ذلك تم التأكّد من فائدة إضافية: حفظ المنطوق!. قالت العرب في بعض مأثوراتها إنّ النثر أعلى من الشعر لولا أن تسعة أعشاره يضيع!. استُخدم الشعر إذن كحافظة طعام، فصار مفيدًا بالإضافة إلى بقائه ممتعًا!.
ـ الرواية كذلك، كانت حاجة إنسانية بسيطة: يحكي شخص ما فنسمع، ثم نحكي فيسمعون، نقضي وقتًا ممتعًا، وقد نستفيد، لكن المتعة هي الأهم والأساس، وشيئًا فشيئًا، اكتشفنا أن بعضنا يحكي أفضل وأمتع من بعض، من هنا أعطينا الأفضل والأمتع في هذا المجال قصصنا وتركناهم يحكونها لنا!. القلّة التي أبدعت وتفوّقت، أنتجوا فن الرواية!.
ـ وفي الشعر حدث الأمر نفسه، بالتدريج، صارت إبِل الشوق التي ترعى صدورنا، لا تأتي إلا بطيب مناداة خاصة، لا يقدر عليها غير قلّة مبدعة متفوّقة، أسميناهم الشعراء، وبدأ فن الشعر!.
ـ وما إن تبدأ الفنون والآداب بالتشكل، حتى يستميت أصحابها الأوائل، في تقديم الأطيب والأعذب والأطرب لتأكيد أحقية منجَزِهم بالتفرّد، ومن حسن الحظ أنهم ينجحون!.
ـ يحدث بعد ذلك أن يؤطِر كل فن نفسه بمجموعة من القواعد والأصول من خلال الأفكار والآراء الأدبية والفنية والجمالية والفلسفية المصاحبة لكل فن!. يحاول كل فن حماية ذاته والدفاع عن وجوده من خلال هذه التأطيرات النافعة أول الأمر!.
ـ شيئًا فشيئًا، يضيق الفضاء بكل فن!. القلاع والحصون التي حاول أهل كل فن حماية وجوده ببنائها، تفرض على هذا الوجود قيودًا، وتحبسه في مجموعة دوائر تحدد له مساره واتجاهه!.
ـ وكلّما كانت القيود قويّة والحدود واضحة تمامًا والقواعد حاسمة، صارت أقرب إلى العِلم الذي يمكن تدريسه!. وما إن تثبت بمرور زمن طويل نسبيًّا على ما هي عليه، حتى يصبح من السهل اقتحامها!.
ـ النتائج الطيبة أول الأمر تنقلب ضد نفسها وضد ما أتت للدفاع عنه ولحمايته من المتطفلين: يصير من السهل جدًّا، بقليل من تعلّم العَرُوض كتابة الشعر، يكثر الشعراء من جديد!، وكذلك الأمر بالنسبة لكل فن وأدب!.
ـ ينهض من هذا الركام، نوابغ جدد، يحفرون في الصخر، ويوسّعون الفضاء بكسرهم للقيود القديمة، وبرفضهم للانصياع بانضباط تام الإذلال للقواعد المُعدّة سلفًا!. يواجَهون بالرفض والازدراء واتهامات باطلة كثيرة، لكنهم في نهاية الأمر ينتصرون، وينجحون في تقديم فنّهم من جديد!.
ـ أطيب ما في مثل هذه الانتصارات، أن أصحابها من النوابغ الحقيقيين، يعودون بسرعة لإنقاذ النوابغ القدماء، وإعادة استكشافهم من جديد، بل بتأكيد الانتساب إليهم، وأنهم إنما فعلوا ما فعلوا، إيمانًا منهم بضرورة التواصل لا القطع!.
ـ لكن، وشيًّا فشيئًا، يصير لهذه الاتجاهات الفنيّة الجديدة، من يُنظِّر لها ويدافع عنها بتأطيرها وتقعيدها، ونعم، يُفعل ذلك لتأكيد سلامة نهجها، ولحمايتها من المتطفلين!.
ـ وترجع الدوائر لتضيق، والقلاع والحصون لتحبس!. وهكذا، دواليك!.
ـ الشعر بدأ غناءً، تموسقت الكلمات فأطربت، ونُودي بها على الإبِل فجاءت!. بعد ذلك تم التأكّد من فائدة إضافية: حفظ المنطوق!. قالت العرب في بعض مأثوراتها إنّ النثر أعلى من الشعر لولا أن تسعة أعشاره يضيع!. استُخدم الشعر إذن كحافظة طعام، فصار مفيدًا بالإضافة إلى بقائه ممتعًا!.
ـ الرواية كذلك، كانت حاجة إنسانية بسيطة: يحكي شخص ما فنسمع، ثم نحكي فيسمعون، نقضي وقتًا ممتعًا، وقد نستفيد، لكن المتعة هي الأهم والأساس، وشيئًا فشيئًا، اكتشفنا أن بعضنا يحكي أفضل وأمتع من بعض، من هنا أعطينا الأفضل والأمتع في هذا المجال قصصنا وتركناهم يحكونها لنا!. القلّة التي أبدعت وتفوّقت، أنتجوا فن الرواية!.
ـ وفي الشعر حدث الأمر نفسه، بالتدريج، صارت إبِل الشوق التي ترعى صدورنا، لا تأتي إلا بطيب مناداة خاصة، لا يقدر عليها غير قلّة مبدعة متفوّقة، أسميناهم الشعراء، وبدأ فن الشعر!.
ـ وما إن تبدأ الفنون والآداب بالتشكل، حتى يستميت أصحابها الأوائل، في تقديم الأطيب والأعذب والأطرب لتأكيد أحقية منجَزِهم بالتفرّد، ومن حسن الحظ أنهم ينجحون!.
ـ يحدث بعد ذلك أن يؤطِر كل فن نفسه بمجموعة من القواعد والأصول من خلال الأفكار والآراء الأدبية والفنية والجمالية والفلسفية المصاحبة لكل فن!. يحاول كل فن حماية ذاته والدفاع عن وجوده من خلال هذه التأطيرات النافعة أول الأمر!.
ـ شيئًا فشيئًا، يضيق الفضاء بكل فن!. القلاع والحصون التي حاول أهل كل فن حماية وجوده ببنائها، تفرض على هذا الوجود قيودًا، وتحبسه في مجموعة دوائر تحدد له مساره واتجاهه!.
ـ وكلّما كانت القيود قويّة والحدود واضحة تمامًا والقواعد حاسمة، صارت أقرب إلى العِلم الذي يمكن تدريسه!. وما إن تثبت بمرور زمن طويل نسبيًّا على ما هي عليه، حتى يصبح من السهل اقتحامها!.
ـ النتائج الطيبة أول الأمر تنقلب ضد نفسها وضد ما أتت للدفاع عنه ولحمايته من المتطفلين: يصير من السهل جدًّا، بقليل من تعلّم العَرُوض كتابة الشعر، يكثر الشعراء من جديد!، وكذلك الأمر بالنسبة لكل فن وأدب!.
ـ ينهض من هذا الركام، نوابغ جدد، يحفرون في الصخر، ويوسّعون الفضاء بكسرهم للقيود القديمة، وبرفضهم للانصياع بانضباط تام الإذلال للقواعد المُعدّة سلفًا!. يواجَهون بالرفض والازدراء واتهامات باطلة كثيرة، لكنهم في نهاية الأمر ينتصرون، وينجحون في تقديم فنّهم من جديد!.
ـ أطيب ما في مثل هذه الانتصارات، أن أصحابها من النوابغ الحقيقيين، يعودون بسرعة لإنقاذ النوابغ القدماء، وإعادة استكشافهم من جديد، بل بتأكيد الانتساب إليهم، وأنهم إنما فعلوا ما فعلوا، إيمانًا منهم بضرورة التواصل لا القطع!.
ـ لكن، وشيًّا فشيئًا، يصير لهذه الاتجاهات الفنيّة الجديدة، من يُنظِّر لها ويدافع عنها بتأطيرها وتقعيدها، ونعم، يُفعل ذلك لتأكيد سلامة نهجها، ولحمايتها من المتطفلين!.
ـ وترجع الدوائر لتضيق، والقلاع والحصون لتحبس!. وهكذا، دواليك!.