القلاف.. من «السيكل» إلى سباقات السرعة
وُلدِ ارتباط وثيق بين مسلم القلاف، والسباقات منذ الطفولة، حينها كانت المراهنات تدور مع أصدقائه الصغار حول أفضلية قيادة "السيكل" في حارته الصغيرة في مدينة سيهات، ومع مرور الوقت كبر الطفل الصغير، وكبر بداخله حب التسابق.
مع تقدمه في العمر وبلوغه طور المراهقة، استبدل القلاف سيكله المتواضع بسيارة تركتها له عائلته، مذعنة إلى تعلقه الشديد بها الذي أفضى إلى دراسته جميع مكوناتها، إلى حد جعله يبدو خبيرًا بالسيارات مقارنة بسنِّه الصغيرة.
في تلك الأثناء، كان القلاف ينظم سباقات شوارع مع مجموعة من الشبان القاطنين في حارته والمناطق المجاورة، وفي الوقت ذاته أطلق مشروعه الخاص، ورشة صناعية لإصلاح السيارات في الدمام، مرتكزًا إلى اجتهاده الشخصي وتعليمه الذاتي في مجال الميكانيكا.
كان القلاف محبًا لجميع أنواع السباقات، إلا أن الـ Drag Race ظلّ الأقرب إلى قلب الفتى السعودي الذي تجاهل ما ينطوي عليه هذا النوع من خطورة، بسبب السرعات العالية المستخدمة فيه، ومضى يتتبع أخباره في كل وسيلة منحته شطرًا من تغطياتها.
وحول ذلك يوضح لـ "الرياضية" القلاف: "أنا شغوف بسباقات السرعة على الرغم من كل الخطورة التي تكتنفها، كون السيارة قابلة للانفجار، إذا ما تخطت عملية الاحتراق الماكينة".
وعلى الرغم من الأصوات المعارضة، طلب القلاف سيارة سباقات من الولايات المتحدة، دون محركات، وفي ورشته أجرى عملية تجميع للمحركات وفق معايير تناسبه، وبعدها اختبرها ميدانيًا في سباقات الشوارع.
وفي غضون عدة أعوام، بات للقلاف اسم لامع في مجال سباقات السرعة Drag Race، والـ Pro Modified، التي تصل السرعات خلالها في ربع ميل إلى 320 كيلومترًا، محققا العديد من البطولات والإنجازات.
وينوّه المتسابق الثلاثيني إلى ارتفاع تكلفة تلك السباقات، والسيارات المستخدمة فيها، لذا فهي تحتاج إلى راعٍ، كاشفًا عن أن تكلفة السباق الواحد قرابة نصف المليون ريال.
ويتمنى القلاف أن تستضيف السعودية سباقًا من ذلك النوع، في ظل الاهتمام الكبير بالرياضة حاليًا، داعيًا المؤسسات والشركات الكبرى إلى رعاية هوايتهم.