الكاتب والصحفي يشخّص واقع إعلام الأندية
الشمراني: اتهموني بتشجيع الهلال
تتفق معه، أو تختلف، يُعجبك ما يقوله،
أو لا، يبقى أحمد الشمراني أحد أبرز الكتَّاب في الصحافة السعودية، وأقدمهم تجربةً. بدأ عمله مراسلًا في بلاط صاحبة الجلالة، وتمرَّس في العمل الميداني، قبل أن يمتلك زاوية خاصة، يطل فيها على القرَّاء. هذه الخبرة، التي تزيد عن 30 عامًا، جعلت الشمراني صاحب صوت يستحق أن يُسمع، وأحد أهم الأصوات الأهلاوية.
عندما ينتقد الوضع الحاصل في الصحافة السعودية الرياضية، فإنه ينطلق من خبرته الطويلة، ومتابعته الدقيقة للشأن الإعلامي.
في حواره مع "الرياضية"، تحدث الشمراني عن إعلام الأندية، والفوضى الحاصلة في البرامج الرياضية، وواقع الإعلام الأهلاوي، وكيف يراه قائدًا لا منقادًا.
01
يُتَّهم الإعلام الرياضي بأنه السبب وراء التعصب في الملاعب، هل تعترف بذلك؟
هذه تهمة لا أستطيع نفيها، أو تأكيدها. الإعلام جزءٌ من المشكلة الآن، وليس جزءًا من الحل، لكن عندما نتحدث عن التعصب علينا أن نصل إلى الأصل. ربما يكون للإعلامي رأي لا يُعجب طرفًا آخر، لكنَّ الأهم أن مَن يتسبَّب في التعصب والاحتقان انعدامُ العدالة، فعندما يتم تدليل نادٍ ما على حساب البقية، وتتم مجاملته، من الطبيعي أن يحتقن الشارع الرياضي.
02
ما الحل في رأيك؟
اليوم نكرِّر ما كنا نقوله سابقًا: نظِّفوا اللجان، وعاملوا الأندية بسواسية، عندها لن يستطع أحدٌ زرع التعصب في الشارع الرياضي.
03
لكنَّ الكثير من الإعلاميين يبالغون، ويطلقون اتهامات غير حقيقية، ويأجِّجون الجمهور؟
لدينا آراء متناقضة. عندما يُظلم الاتحاد، مثلًا، من الطبيعي أن يتحدث الإعلام الاتحادي عن الظلم، في المقابل، تجد أن الإعلام الأهلاوي، حتى وهو مقتنع بظلم الاتحاد، يحاول أن يُظهر عكس ذلك، ويدافع عن ناديه وأخلاقياته، وهذا هو الحال مع كافة الأندية، لكن إن أردنا إعلامًا حقيقيًّا وواقعيًّا، فيجب أن تسود العدالة بين الجميع.
04
الكل يرى نفسه مظلومًا، فمن المستفيد إذًا؟
الكل يدَّعي الظلم، لكننا مع الثوابت. عندما نكون أمام حالة، شاهدها الجميع، ويتم إيقاف اللاعب ست مباريات، ثم نرى لاعبًا آخر، ارتكب الخطأ نفسه، وأوقف مباراة، أو مباراتين، حينها لابد أن نحكم بميزان الميول، كذلك الحال مع "حالات var" المتناقضة، مثلًا ركلة جزاء غير محتسبة قد تؤجج الشارع الرياضي كله.
05
أين دور الإعلامي من هذا؟
الإعلام اليوم منقسمٌ، كل إعلامي يقف مع رابطة جمهور. في السابق، كان صالح الحمادي يقول: إن أصحاب الأموال يسيطرون على الأندية. اليوم مَن يسيطر على الإعلام، هو تويتر، الذي بات يسيِّر الإعلامي حسبما يريد. الكل تحوَّل إلى "مطبِّل". كانت هناك أسماء، نتأمل منها أن تكون مسيِّرةً للإعلام، لكنها اليوم تسير في هذا النسق هي الأخرى.
06
في السابق لم يكن الإعلامي يُظهر ميوله علنًا، كما يفعل اليوم، ومنهم أنت، إذ خرجت أكثر من مرة، وقلت: إنك أهلاوي وتبحث عن مصلحة الأهلي؟
أنا مع الواقع. اذهب إلى الملعب، وشجِّع فريقك، واظهر في التلفزيون، وقل: إنك أهلاوي. لا شيء خاطئ في ذلك، الخطأ أن تظهر بصورة مغايرة للحقيقة.
07
كيف ستثق جماهير الأندية الأخرى في نقدك؟
على العكس تمامًا، هذا الأمر خدمني كثيرًا. عندما أنتقد، يتَّفقون معي، وعندما أجد الإنصاف، أُنصف المستحق. ظهرت وقلت: أتمنى عدم هبوط الاتحاد، لأنه فريق كبير، ويجب أن يبقى بين الكبار. لا يوجد أهلاوي يجرؤ على فعل ذلك.
08
هناك إعلاميون أهلاويون باتوا يتبعون إعلام أندية أخرى، ما رأيك؟
الإعلام الأهلاوي يقود ولا ينقاد. في السابق كان هناك مَن يتَّهمني بأنني مع الهلال، وهذا شرفٌ لا أدَّعيه. هذا الأمر يختلف من شخص لآخر.
09
هناك أيضًا إعلاميون أهلاويون يتمنون خسارة فريقهم ليتضرر فريق آخر؟
هذا ليس أهلاويًّا، أنا بوصفي أهلاويًّا، لا يهمني الهلال ولا النصر. لا يتمنى ذلك إلا صغار الإعلاميين.
10
منذ فترة طويلة والإعلام الأهلاوي متَّهمٌ بأنه ضعيف وغير قادر على إيصال صوت ناديه، ولا يمتلك قوة إعلام الأندية الكبيرة الأخرى، هل هذا صحيح؟
هذا الاتهام له أسسٌ، وينطبق أيضًا على النصر على الرغم من تحقيقه البطولات. الإعلام الهلالي صاحب السطوة، أما الإعلام النصراوي فغريب، والأمر نفسه ينطبق على الاتحاد. هناك صحف كانت اتحادية، كما كانت هناك صحف أهلاوية.
11
لكنها مقارنة مع الصحف الاتحادية، كانت صحفًا ضعيفة؟
أنا كنت رئيسًا للقسم في عكاظ، وكانت أهلاوية.
12
رئيس التحرير يومها كان الدكتور هاشم عبده هاشم، وهو اتحادي؟
أؤكد لك أن الدكتور هاشم لم يوجِّهنا في يوم من الأيام في خط الميول. عندما يفوز الأهلي كان يوجِّهنا إلى فرد الصفحات له. كان مدرسةً، لكنَّ العلَّة كانت في صحف أخرى.
13
هل الوضع لا يزال على حاله الآن؟
اليوم لا يعوِّل الجمهور على الإعلام. كل مشجع باتت له منصة، يُظهر فيها صوته، لم يعد الإعلام الوسيلة الوحيدة لإيصال صوته.
14
هذا الوضع فوضوي، كثرة الأصوات تثير الإزعاج ولا يسمع أحدٌ شيئًا، وبات الوضع عبارةً عن تشكيك في الذمم، ونشر نظريات المؤامرة، كيف ترى ذلك؟
اختلط الحابل بالنابل. الجمهور الذي كان مغيَّبًا فترة طويلة عن الأحداث، وجد الباب مفتوحًا له ليقدم وجهة نظره. 70 في المئة من الجمهور يتحكَّم في توجُّه الإعلاميين. أتحدى بعضهم أن يهنئ فريقًا منافسًا بالفوز. من جهتي، كنت أخالف هذا النمط، لكيلا أكون لعبة في يد الجمهور، لأنه عندما يتحكم الجمهور في الإعلامي، يبدأ في نقل وجهات نظرهم لا نظره.