|


عدنان جستنية
كأس العز وبطولة المدربين
2019-04-30
مَن كان يصدق أن فريق الاتحاد، الذي كان هذا الموسم في أسوأ حالاته، ومهددًا بالهبوط إلى دوري أندية الدرجة الأولى، سيصل إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الملك متجاوزًا الأندية الكبيرة وأندية الوسط والمنافسة له في مؤخرة الدوري؟
ـ ومَن كان يصدق أن فريق التعاون بإمكاناته المادية البسيطة والفنية المتواضعة، سيستطيع الوصول إلى نهائي “أغلى” بطولة، وهو الذي كان ينافس ناديي الهلال والنصر على صدارة الدوري، ثم دخل في صراع قوي أمام الليث الشبابي لحصد المركز الثالث، وما زال لديه أملٌ في حجز بطاقة في البطولة الآسيوية؟
ـ الإجابة عن السؤالين لا علاقة لها بعالم “الحظ”، ولا دنيا “الصدف”، بالتالي نعد أن ما تحقَّق للاتحاد إحدى “معجزات” كرة القدم مع أن “العميد” منذ تأسيسه وعلى مدى تاريخه هو فعلًا “صانع المعجزات” الكروية، وفي الوقت نفسه ننظر إلى أن ما تحقَّق لسكري القصيم ما هو إلا “بيضة ديك” لن يستطيع تكرارها مرة أخرى إلا بعد سنوات، مع أنه سبق له الوصول إلى نهائي هذه البطولة وإن لم ينجح في حصد لقبها.
ـ أرى أن الأسباب الحقيقية التي منحت “إتي” الغربية، و”إتي” القصيم شرف اللعب على نهائي كأس الملك، تكمن في حقيقة واضحة لمَن يفهمون “الدروس” القيِّمة التي تقدمها لعبة كرة القدم، ممثَّلة في “تكريم” أفضل مدربين في هذا الموسم، و”مكافأة” معنوية، يستحقها سييرا وبيدرو، مع احترامي لبقية المدربين، وبالذات مدرب النصر، لكن هذان المدربان تفوَّقا عليه حتى وإن حصد فارس نجد بطولة الدوري.
ـ سييرا الذي جاء في الربع الأخير من الموسم، عمل “المستحيل” كمدرب، حيث أعاد للاتحاد هيبته، وقدَّم فريقًا يلعب كرة سريعة وممتعة، أما بيدرو كمدرب، فصنع فريقًا يلعب كرة حديثة “جماعية” عبر مستويات مستقرة، وأداء فني “رائع” ولولا الظلم التحكيمي الذي عانى منه كثيرًا لحصد لقب الدوري بلا منافس.
ـ بناءً على كل هذه الحقائق الثابتة، يضاف إليها فكر “إداري” متميز لكلا الناديين، فإن مواجهة الغد، أراها مباراة “مدربين” بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، وإن كانت الترشيحات تذهب لمصلحة “الداهية” سييرا، فمن الخطأ تجاهل فكر مدرب “مدرسة” في التدريب والدهاء، وهذا ما يجعلنا كمشاهدين لهذا النهائي على يقين بأننا على موعد مع المتعة الكروية والإثارة، وسنبارك لمَن سينال شرف السلام على الملك سلمان ويتسلَّم كأس “العز” من يديه الكريمتين.
ـ أتوقعها 3ـ1 لأحد الفريقين، وتألقًا غير طبيعي للاعب الاتحاد المحترف “ألكسندر بريجوفيتش”، والله أعلم.