زارني أخي الأكبر في البيت، ثم طلب مني أن أذهب معه إلى البحر للصيد بالسنارة، لا علاقة لي بصيد السمك، ولم تكن له علاقة هو أيضاً، لكنه "تولّع" بهذه الهواية على كبر، واستحييت أن أرفض طلبه، فكرة الصيد بالسنارة معروفة وهي وضع طُعم صغير للسمكة، تحاول السمكة أكل الطعم فتعلق في السنارة بعد أن تدخل حديدة حادة في فمها.
بعد مضي ثلاث ساعات واصطياد بعض الأسماك الصغيرة، جاءني شعور حزين وتأنيب ضمير وسؤال: كيف تقدم طعاماً لمخلوق ما ثم تقبض عليه؟! أي أسلوب مخادع الذي يستخدمه الصياد.. إنها عملية خداع. طرحت هذا السؤال على أخي الذي ضحك وقال ماذا تريدني أن أفعل، هل تريدني أن أدعو السمكة أن تتفضل مشكورة وتخرج إلى اليابسة؟ قلت له لماذا لا تصطاد بالشبكة؟ على الأقل تكون حينها إنسان واضح.. أتيت بشبكتك كمحارب تصطاد ما تستطيع اصطياده دون أن تخدعهم بأنك تقدم لهم الطعام مجاناً.. تخيل أن يدعوك أحد للطعام وأنت تشعر بالجوع ثم ما إن تبدأ بالأكل حتى يقبض عليك.. أنت لم تعلم بأنه عدو وهنا يكمن الخداع. في اليوم التالي قدمت برنامجي في الإذاعة وطرحت هذا التساؤل.. بكل جدية، جاءتني ردود مختلفة، لكن معظمها كانت مشاركات في سياق كوميدي.. وتحولت الإجابات إلى ضحك "وطقطقة" انسجمت مع الردود وبدأت "أطقطق" معهم، أحد الردود كان مضمونه: كيف تريدنا أن نصطاد السمك يا عزيزي؟ هل تريدنا أن نقول: صباح الخير يا سمكة.. ودي آكلك وأنت مقلية.. ممكن تجين المطبخ اليوم الساعة 1.00 الظهر؟! ثم أكمل صاحب الرد بما مفاده أن الإنسان لو فكر بهذه الطريقة لمات جوعاً، بقي هذا التفكير في ذهني عدة سنوات، وإن الصيد بالسنارة عملية خداع لا تليق بالإنسان الذي يجب أن يكون واضحاً وصادقاً في كل شيء حتى يعيش حراً، وإن الصيد بالشبكة هي الطريقة السليمة لأنها طريقة واضحة ومعلنة.. قد يكون تفكيري تفكير رجل ليس بحاجة للصيد لأن لديه إمكانية شراء السمك من السوق، وإنني لو لم أكن أملك إمكانية شراء السمك لوضعت عشر سنارات لصيد سمكة واحدة.. لكنني وبعد سنوات من تلك الرحلة البحرية وتلك الفكرة عن خداع السمكة بتقديم الطعام لها لاصطيادها لا لإكرامها، بدأت أشاهد السنارة بوضوح في أماكن عديدة، ليس لاصطياد السمك فقط، بل في استخدام الإنسان لها ضد أخيه الإنسان، النفاق من أجل الوصول لغاية اصطياد بسنارة، صناعة الفتنة بين الناس استخدام للسنارة، الكلمة السيئة عن إنسان غائب سنارة، والكذاب يحمل دائماً سنارة.
بعد مضي ثلاث ساعات واصطياد بعض الأسماك الصغيرة، جاءني شعور حزين وتأنيب ضمير وسؤال: كيف تقدم طعاماً لمخلوق ما ثم تقبض عليه؟! أي أسلوب مخادع الذي يستخدمه الصياد.. إنها عملية خداع. طرحت هذا السؤال على أخي الذي ضحك وقال ماذا تريدني أن أفعل، هل تريدني أن أدعو السمكة أن تتفضل مشكورة وتخرج إلى اليابسة؟ قلت له لماذا لا تصطاد بالشبكة؟ على الأقل تكون حينها إنسان واضح.. أتيت بشبكتك كمحارب تصطاد ما تستطيع اصطياده دون أن تخدعهم بأنك تقدم لهم الطعام مجاناً.. تخيل أن يدعوك أحد للطعام وأنت تشعر بالجوع ثم ما إن تبدأ بالأكل حتى يقبض عليك.. أنت لم تعلم بأنه عدو وهنا يكمن الخداع. في اليوم التالي قدمت برنامجي في الإذاعة وطرحت هذا التساؤل.. بكل جدية، جاءتني ردود مختلفة، لكن معظمها كانت مشاركات في سياق كوميدي.. وتحولت الإجابات إلى ضحك "وطقطقة" انسجمت مع الردود وبدأت "أطقطق" معهم، أحد الردود كان مضمونه: كيف تريدنا أن نصطاد السمك يا عزيزي؟ هل تريدنا أن نقول: صباح الخير يا سمكة.. ودي آكلك وأنت مقلية.. ممكن تجين المطبخ اليوم الساعة 1.00 الظهر؟! ثم أكمل صاحب الرد بما مفاده أن الإنسان لو فكر بهذه الطريقة لمات جوعاً، بقي هذا التفكير في ذهني عدة سنوات، وإن الصيد بالسنارة عملية خداع لا تليق بالإنسان الذي يجب أن يكون واضحاً وصادقاً في كل شيء حتى يعيش حراً، وإن الصيد بالشبكة هي الطريقة السليمة لأنها طريقة واضحة ومعلنة.. قد يكون تفكيري تفكير رجل ليس بحاجة للصيد لأن لديه إمكانية شراء السمك من السوق، وإنني لو لم أكن أملك إمكانية شراء السمك لوضعت عشر سنارات لصيد سمكة واحدة.. لكنني وبعد سنوات من تلك الرحلة البحرية وتلك الفكرة عن خداع السمكة بتقديم الطعام لها لاصطيادها لا لإكرامها، بدأت أشاهد السنارة بوضوح في أماكن عديدة، ليس لاصطياد السمك فقط، بل في استخدام الإنسان لها ضد أخيه الإنسان، النفاق من أجل الوصول لغاية اصطياد بسنارة، صناعة الفتنة بين الناس استخدام للسنارة، الكلمة السيئة عن إنسان غائب سنارة، والكذاب يحمل دائماً سنارة.