|


خالد الشايع
عاصوف ويكيبيديا
2019-05-25
مرت الحلقات الثلاث التي شغلت السعوديين من مسلسل العاصوف، وتحدثت عن حادثة احتلال الحرم. كأول عمل فني يتعرض للحادثة، وليته لم يفعل.
فنيًّا. كان الاستديو والإخراج مثالياً ككل حلقات العمل. ولكن كنص. لم يزد القائمون عما ورد في موقع ويكيبيديا للمعلومات، دون أدنى إضافة، على الرغم من ثراء الشخصيات وأهمية الحدث، بدأ وأنه قص ولصق وتقديم ما هو معروف بالنص.
حادثة من احتلال جهيمان ورفاقه الضالين للحرم تستحق أن يغوص فيها فريق العمل بشكل أعمق مما شاهدناه. كمتابع لم أستفد بمعلومة واحدة جديدة لم أكن قرأتها في ويكيبيديا، في تصوري لم يكن الأمر سوى محاولة للاستفادة من الحادثة لتسويق العمل.
عجت إعلانات المسلسل عن الحادثة. حتى ظن كثيرون وأنا منهم أن تناول القصة ستكون مختلفة وعميقة. ولم أكن أتوقع أن كل هذا الترويج لثلاث حلقات فقط، وبشكل سطحي الكل يعرف أحداثه.
مشكلة العاصوف أن خالد “ناصر القصبي” يريد أن يكون محور الأحداث وتسليط الضوء على جهيمان ورفاقه كان سيسلب منه هذا الضوء، حتى احتلال الحرم كان لا بد أن يكون متواجداً فيه ويظهر كبطل منقذ. هذا الأمر أثر في قراءة الحادثة وساهم في “سلقها”، لتمر بشكل سريع وغير مرض، أصابني أنا شخصيًّا بالإحباط.
لم يكن من الضروري أن يكون البطل هو محور كل شيء في 30 حلقة. لو أنهم أعطوا شخصية جيهمان والمهدي المزيف بعض الضوء لكي نتعرف أكثر على تفكيرهم. ومن أين أصيبوا بتلك اللوثة التي دفعتهم لارتكاب ما ارتكبوه، لصب ذلك في صالح العمل ولم ينتقص من أبطاله. فمازال لهم الكثير من الأحداث ليجسدوها.
هذا الانتقاد لا يلغي الإبداع الذي قام به فريق الحرم والعمل الجبار للديكور الذي تم تجسيد الحرم المكي فيه بكل تفاصيله، حتى إن كثيرين لم يصدقوا أن التصوير لم يتم في الحرم فعلاً، إبداع كان في أدق التفاصيل، ولكن كما يقال “الزين ما يكمل”.