|


فهد عافت
صيْد إبليس!
2019-07-11
“بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: الأخلاق والسّيَر في مداواة النفوس، لابن حزم الأندلسي. تحقيق وتقديم وتعليق د. الطاهر أحمد مكّي. دار المعارف “القاهرة”.
ـ سقوط:
إنْ لم يكن لك عَدُوٌّ فلا خير فيك!. ولا منزلة أسقطُ من منزلة مَن لا عَدُوّ له!.
ـ خارج اللغة:
الحُسْنُ: هو شيء ليس له في اللغة اسم يُعبّر به عنه، ولكنه محسوس في النّفوس باتّفاق كل من رآه!،..، وإنْ لم تكن هناك صفات جميلة، فكل من رآه راقَهُ، واستحسنه، وقَبِلَه، حتّى إذا تأمّلتَ الصّفات أفرادًا لم تَرَ طائلًا!. وكأنّه شيء في نفس المرئي يجده نفس الرّائي!.
ـ دَرَجُ المحبّة خمسة:
أولها الاستحسان،..؛ ثم الإعجاب،..، ثم الأُلفة، وهي الوحشة إليه إذا غاب، ثم الكَلَف، وهو غَلَبَة شغل البال به،..، ثم الشّغَف!.
ـ صيد إبليس:
لم أر لإبليس أصيد، ولا أقبح، ولا أحمق، من كلمتين ألقاهما على ألسنة دُعاته: إحداهما اعتذار من أساء بأنّ فُلانًا أساء قبله!. والثانية استسهال الإنسان أنْ يُسيء اليوم لأنه قد أساء أمس!.
ـ لاءات:
لا تنصح على شرط القبول، ولا تشفع على شرط الإجابة، ولا تَهِب على شرط الإثابة!.
ـ غيظ ومَسَرّة:
غاظني أهل الجهل مرّتين من عمري: إحداهما بكلامهم فيما لا يُحسنونه أيام جهلي، والثانية بسكوتهم عن الكلام بحضرتي، فهم أبدًا ساكتون عمّا ينفعهم، ناطقون فيما يضرّهم!.
وسَرّني أهل العلم مرّتين في عمري: إحداهما بتعليمي أيام جهلي، والثانية بمذاكرتي أيام علمي!.
ـ عُقم التكاثر:
إذا تكاثَرَتِ الهموم، سَقَطَتْ كلّها!.
ـ جنس ونوع:
لا شيء أقبح من الكذب، وما ظنّك بعيبٍ يكون الكفر نوعًا من أنواعه!، فكل كُفر كذب، فالكذب جنسٌ، والكُفر نوعٌ تحته!.
ـ نظريّة في العدل:
إنّما يَحكُم في الشيئينِ مَن عرفهما، لا مَن عرف أحدهما ولم يعرف الآخَر!.
ـ باب في الحسد:
من بديع ما يقع في الحسد قولُ الحاسد إذا سمع إنسانًا يُغْرب في علْم ما: هذا شيء بارد، لم يتقدّم إليه ولا قاله قبله أحد!. فإنْ سمع مَن يُبَيِّن ما قد قاله غيرُه قال: هذا بارد، وقد قيل قبله!. وهذه طائفة سَوْءٍ قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العِلْم، يصدّون الناس عنها، ليكثر نظراؤهم من الجهّال!.
ـ عجائب:
من عجائب الأخلاق أنّ الغفلة مذمومة، وأنّ استعمالها محمود!.
ـ إفراط:
رُبّ مَخُوفٍ كان التّحرُّزُ منه سببَ وقوعه!. ورُبّ سِرّ كانت المُبالغة في طَيّه سببَ انتشاره!. ورُبّ إعراضٍ أبلغُ في الاسترابة من إدامَة النّظَر!.
ـ مصيَدة:
لإبليس في ذمّ الرّياء حِبالة، وذلك أنّه رُبّ ممتنعٍ عن فِعْل خيرٍ خوْفَ أنْ يُظنّ به الرّياء!.
ـ ظُلْم نفس:
المُقلِّدُ راضٍ أنْ يُغبَن عقله!.