|


أحمد الحامد⁩
دنيا حظوظ
2019-07-20
في عالم الطير أيضاً يلعب الحظ دوره في إعطاء بعض الطيور سمعة ووهجاً أكثر مما تستحق مقارنة ببعض الطيور التي لا سمعة كبيرة لها رغم ما تملكه من ميزات، الغراب مثلاً اكتسب سمعة سيئة على الرغم من كونه أذكى الطيور ومن أشجعها.
لكن الركبان سارت بسمعته السيئة على أنه طائر شؤم جالب للحظ السيئ عندما ينعق، درس العلماء سلوكيات العديد من الطيور فوجدوا أن زوج الغربان يعيشان طول عمرهما مع بعض، وأن أنثى الغراب تضرب الذكر الغريب إذا ما اقترب منها بينما زوجها ذاهب لجلب الطعام لها ولصغارها، كما أن ذكر الغراب يبقى وفياً لزوجته ولا يتزوج عليها مهما تحسنت ظروف حياته وتوفرت له سبل الراحة في غابة خضراء وفيرة المياه والطعام، كما أن الغربان يدافعون عن صغارهم ويضحون بأنفسهم في سبيل ذلك وهذا دليل عاطفة شديدة وتحمل للمسؤولية، يتصدى الذكر والأنثى معاً للصقر إذا ما اقترب من صغارهما ويبعدانه بكل شجاعة، وللغربان عالم خاص بهم تملؤه القيم والأعراف لدرجة أن الغربان يقيمون محاكمهم التي تعاقب من يرتكب الأخطاء، كما أنه يستطيع أن يقلد الأصوات البشرية ويستطيع أن يفّرق بين وجوه البشر، يعتقد العلماء أن نسبة ذكاء الغراب مرتفعة جدًّا وتفوق كل النسب التي حصلت عليها الطيور المحببة للبشر مثل طيور الكناري التي لعب الحظ دوراً كبيراً في أن يصنع لها سمعة نبيلة وتصوراً مرهفاً للدرجة التي ألهمت الشعراء والمغنين، اليوم قرأت معلومة عن طائر لا حظّ عنده كما عند الصقر، تقول المعلومة إن النسر الخطاف هو أقوى الطيور في العالم ولا يستطيع أقوى صقر في العالم هزيمته، وقبضة مخلبه أقوى من عضة الكلب الألماني بثلاث مرات!، كما أن البشر يستطيعون تربيته والصيد به لكن المسكين ذهبت عليه سمعة أنه يأكل الجيّف، والحقيقة أنه لا يفعل ذلك إلا في موسم الجوع والقحط.
ورغم قوة النسر الخطاف الخارقة إلا أن الإنسان يفضل الصقور عليه رغم أنه أقوى منها، لو سألت النسر الخطاف عن ذلك لقال: حظي أقشر!
طيور مينات التلال تعتبر أكثر الطيور إجادة بتقليد صوت البشر، لكن الحظ وقف بجانب الببغاوات لتعيش في البيوت الدافئة ودون عناء البحث عن الطعام، العامل المشترك بين الثلاثة طيور وهم الغراب والنسر الخطاف والمينة هو أن جميع هذه الطيور ليست جميلة الشكل كما الصقر والبلبل والببغاء، كان حظ هذه الطيور هو جمالهم الذي فتح أبواب الشهرة والجماهيرية.