ـ "أي عملٍ جبّارٍ هذا؟! أي قصّة؟! أي رواية؟! أي قصيدة؟! أي كتاب؟! أي مكتبة؟!": هذا ما كتبته على بياض الغلاف الداخلي الأخير، لرواية أفونسو كروش "الكُتُب التي التهَمَتْ والدي"!.
ـ قبل أن أُخرج الكتاب الصغير من مغلّفه البلاستيكي، كنتُ أعرف أنني أمام شاعر مجنون، من فرط الطفولة فيه راح يلعب، ومن فرط اللعب عظيم المرح، يعيد الهدم والبناء والفكّ والتركيب، إلى أن أنْبَتَ للرواية أجنحة قصيدة!. يكفي أنه صاحب "هيّا نشترِ شاعرًا"!.
ـ "الكتب التي التَهَمَتْ والدي" رواية قصيرة جدًّا، تقرأها في ساعتين بالكثير، تمامًا كما تفعل مع مجموعة شعرية!.
ـ على الرغم من ذلك، إلا أنها تضم: قصة عجيبة، ومكتبة رائعة، وقصائد قصيرة مدهشة، ودراسة عميقة عن طبيعة الأدب وفن التّأويل!.
ـ الشخصيّات الروائية العظيمة والمؤثّرة التي نلتقيها فيما نحب من روايات، ليست أشجارًا، مهما بدَت لنا جذورها ضاربة في أرض العمل الروائي الذي يضمّها والذي التقيناها فيه أوّل مرّة!. ليست أشجارًا فقط!.
ـ أن تكون الشخصيّة في رواية ما ضاربة الجذور، تنمو مثل شجرة، تخضرّ وتتفرّع، إلى هنا نكون أمام عمل محترم متعوب عليه. أمّا أن يكون خلّاقًا، فهذا يستلزم أمرًا آخر: أنْ تنجح هذه الشجرة في الطيران!.
ـ روائيًّا: لا يكفي النجاح في زراعة شجرة. على هذه الشجرة أن تطير: "ما الشجرة إلا طائر فاشل"!. مكمن السحر الأدبي كلّه في جمع هذه المتضادّات: البقاء والرحيل في نفس الوقت!.
ـ هذا بالضبط ما تنجح هذه الرواية الفاتنة في عرضه، وفي التنبيه إليه، وفي تأكيده!.
ـ كل قارئ حقيقي، لابدّ وأن يكون مثل "بومبْو"، صديق "إلياس بونفين" بطل روايتنا، ليس في سمنته بالضرورة!، لكن في معرفته النابهة لكيفيّة قراءة "الحكايات المختبئة في المساحات البيضاء من الصفحات، وبين حروف الكتب، وفي الفضاءات بين الكلمات"!.
ـ بذلك فقط يمكن للقارئ مساعدة الأشجار على أن تصير طيورًا!.
ـ ولأنّ "إلياس بونفين" قارئ نهم، مثل صديقه ومثل أبيه، فسوف ينجح نجاحًا باهرًا بتحويل الأشجار إلى عصافير!.
ـ المكتبة متاهة والقارئ الحقيقي هو من يتعلّم التّوهان ويتوه!. تدخله شخصيات الروايات ويدخلها، وفي أطيب دوْخة، لا يعود أحد يعرف من يقرأ الآخر!. دوْخة الابتكار هذه لذّة الأدب، قهوته وفاكهته وحلواه!.
ـ في رواية "الكتب التي التَهَمَتْ والدي" تحدث هذه العملية الكيميائية الفيزيائية بكامل عجائبها، وأعجب ما فيها سهولة حدوثها: "غريبة هي أذهاننا. أحيانًا لا ترى البديهيّ"!
ـ "إلياس بونفين" يتأبّط اقتباسات ويمشي طريق التورية حتى يُمحى الخط الفاصل بين الحقيقة والمجاز: يدخل متاهة المكتبة فتخرج له شخصيّات روايات رائعة، تتخطّفه ويتخطّفها!.
ـ لا يعود "بِوِسْع أي واحد منهم أن يحكي الحكاية نفسها التي كُتِبَتْ في الكتاب. لقد أصبحوا كلّهم كُتبًا مفتوحة، حيّة. يتطوّرون مع مرور الوقت، لأنهم غير ثابتين على الورق، ويتأقلمون مع تأويل القارئ"!.
ـ يصعب أن تكون ثقيلًا بعد قراءتك لهذه التحفة الفنيّة. في الغالب ستكون أقرب ما تكون إلى فَرَاشة تغادر المكان!. ودائمًا هي ذاتها الفراشة في حكاية "تشانج سي"، تلك التي حلم ليلةً بأنه صارها، ومن يومها إلى أبد الآبدين لم يعد يدري ما إذا كان إنسانًا حَلُمَ بأنه صار فرَاشة أم أنه فرَاشة حلُمَتْ بأنها صارت إنسانًا!.
ـ قبل أن أُخرج الكتاب الصغير من مغلّفه البلاستيكي، كنتُ أعرف أنني أمام شاعر مجنون، من فرط الطفولة فيه راح يلعب، ومن فرط اللعب عظيم المرح، يعيد الهدم والبناء والفكّ والتركيب، إلى أن أنْبَتَ للرواية أجنحة قصيدة!. يكفي أنه صاحب "هيّا نشترِ شاعرًا"!.
ـ "الكتب التي التَهَمَتْ والدي" رواية قصيرة جدًّا، تقرأها في ساعتين بالكثير، تمامًا كما تفعل مع مجموعة شعرية!.
ـ على الرغم من ذلك، إلا أنها تضم: قصة عجيبة، ومكتبة رائعة، وقصائد قصيرة مدهشة، ودراسة عميقة عن طبيعة الأدب وفن التّأويل!.
ـ الشخصيّات الروائية العظيمة والمؤثّرة التي نلتقيها فيما نحب من روايات، ليست أشجارًا، مهما بدَت لنا جذورها ضاربة في أرض العمل الروائي الذي يضمّها والذي التقيناها فيه أوّل مرّة!. ليست أشجارًا فقط!.
ـ أن تكون الشخصيّة في رواية ما ضاربة الجذور، تنمو مثل شجرة، تخضرّ وتتفرّع، إلى هنا نكون أمام عمل محترم متعوب عليه. أمّا أن يكون خلّاقًا، فهذا يستلزم أمرًا آخر: أنْ تنجح هذه الشجرة في الطيران!.
ـ روائيًّا: لا يكفي النجاح في زراعة شجرة. على هذه الشجرة أن تطير: "ما الشجرة إلا طائر فاشل"!. مكمن السحر الأدبي كلّه في جمع هذه المتضادّات: البقاء والرحيل في نفس الوقت!.
ـ هذا بالضبط ما تنجح هذه الرواية الفاتنة في عرضه، وفي التنبيه إليه، وفي تأكيده!.
ـ كل قارئ حقيقي، لابدّ وأن يكون مثل "بومبْو"، صديق "إلياس بونفين" بطل روايتنا، ليس في سمنته بالضرورة!، لكن في معرفته النابهة لكيفيّة قراءة "الحكايات المختبئة في المساحات البيضاء من الصفحات، وبين حروف الكتب، وفي الفضاءات بين الكلمات"!.
ـ بذلك فقط يمكن للقارئ مساعدة الأشجار على أن تصير طيورًا!.
ـ ولأنّ "إلياس بونفين" قارئ نهم، مثل صديقه ومثل أبيه، فسوف ينجح نجاحًا باهرًا بتحويل الأشجار إلى عصافير!.
ـ المكتبة متاهة والقارئ الحقيقي هو من يتعلّم التّوهان ويتوه!. تدخله شخصيات الروايات ويدخلها، وفي أطيب دوْخة، لا يعود أحد يعرف من يقرأ الآخر!. دوْخة الابتكار هذه لذّة الأدب، قهوته وفاكهته وحلواه!.
ـ في رواية "الكتب التي التَهَمَتْ والدي" تحدث هذه العملية الكيميائية الفيزيائية بكامل عجائبها، وأعجب ما فيها سهولة حدوثها: "غريبة هي أذهاننا. أحيانًا لا ترى البديهيّ"!
ـ "إلياس بونفين" يتأبّط اقتباسات ويمشي طريق التورية حتى يُمحى الخط الفاصل بين الحقيقة والمجاز: يدخل متاهة المكتبة فتخرج له شخصيّات روايات رائعة، تتخطّفه ويتخطّفها!.
ـ لا يعود "بِوِسْع أي واحد منهم أن يحكي الحكاية نفسها التي كُتِبَتْ في الكتاب. لقد أصبحوا كلّهم كُتبًا مفتوحة، حيّة. يتطوّرون مع مرور الوقت، لأنهم غير ثابتين على الورق، ويتأقلمون مع تأويل القارئ"!.
ـ يصعب أن تكون ثقيلًا بعد قراءتك لهذه التحفة الفنيّة. في الغالب ستكون أقرب ما تكون إلى فَرَاشة تغادر المكان!. ودائمًا هي ذاتها الفراشة في حكاية "تشانج سي"، تلك التي حلم ليلةً بأنه صارها، ومن يومها إلى أبد الآبدين لم يعد يدري ما إذا كان إنسانًا حَلُمَ بأنه صار فرَاشة أم أنه فرَاشة حلُمَتْ بأنها صارت إنسانًا!.