الغيرة قاتلة، والتّكرار أقتَل!.
ـ كلاهما: الغيرة والتّكرار، من منشأ واحد: الحبّ السلبي للذّات!.
ـ وأقول الحبّ السّلبي، لأنّ حبّ الذّات مسألة فِطْريّة، لا يُمكن لحياة أن تكون حقيقيّة بجحوده ونكران حقيقته!. كما لا يُمكن لحياة أن تكون سعيدة في غياب حبّ الذّات!.
ـ البخيل أو شديد الطّمع يحبّ ذاته، نعم، لكنه يحبّها بطريقة خاطئة، بفهم غبي، وبسلبيّة مُهْلِكَة!. المعطاء يُعطي لأنه يُحبّ ذاته أيضًا، لكنه يُحبّها بإيجابيّة: الحب فنّ العيش، والفنّ رُتَبٌ ومنازل، دَرَجٌ ودَرَك!.
ـ إن من يبخل بـ "ريال" يُضيّق على نفسه، لا على من بَخِل بالرّيال عليه!. يحتفظ به نعم، لكنه يُهْدِر معناه!. لا تعود لهذا الرّيال قيمة أكثر من قيمته كريال أبدًا!. بينما من يتبرّع به أو يعطيه لمحتاج، إنما يمنح هذا المبلغ الضئيل آفاقًا وحكاية وصل رائعة، أكبر بكثير من قيمته النقدية!. بالعطاء صار الريال حكاية مبلغ ومحتاج ويد تصافح بمساعدة: تسكن هذه الحكاية روح المعطي، بالذّات إن لم يتحدّث عنها، ولا تنساه متى ما نسيها!.
ـ المضحك، يا أحبّة، أنني استطردتُ ولم يكن هذا موضوعي أصلًا!.
ـ كنتُ أستمع إلى أغنية لعفاف راضي. صوت عفاف راضي حادّ بدفء عجيب، ومُدرّب بثقافة رفيعة ووعي كبير. كان يُمكن لها أن تكون ظاهرة غنائية، لكن غيرة الرئيس عبد الناصر من فيروز قضَتْ على مثل هذا الحُلم!.
ـ ما أن عَلِمَتْ ساحة الغناء برغبته في صناعة فيروز مصريّة، حتى أُغلقت الأبواب على عفاف راضي، في محاولة لإنتاج شيء إيجابي من الغيرة التي هي من أساسها وفي أساسها سلبيّة!. والنتيجة: مجرّد أغنيات قليلة رائعة ثم غياب تام!. يا لهذا الحلم الذي كان متحفزًا للتّحقّق جديرًا به، كيف قَرَّ وفتر وهمَد وانطفأ؟!.
ـ وكم من صوت رائع خَمَدَ أيضًا، بسبب الحبّ في التّكرار: الرغبة في تكرار أم كلثوم تحديدًا نَحَرَتْ أجمل وأعذب الأصوات المصريّة، والنتيجة: فشل ذريع!.
ـ كان أحد أهم أسرار ديمومة أم كلثوم تجدّدها الدّائم!. تمتّعَت على الدّوام بجسارة لا مثيل لها في التقاط عباقرة التلحين، لا تُبالي بالتاريخ ولا الأسماء في ذلك!. تتقدّم، تصنع نفسها من جديد، وتصنع التاريخ والأسماء!.
لولا هذه الجسارة العبقريّة لرأتْ نهايتها بعينيها قبل رحيلها الذي لم يحدث أبدًا!.
ـ فيروز كذلك جازفتْ وتجدّدت بموسيقى زياد رحباني، وأي مجازفة أشجع وأجرأ من قبولها بحمل حزمة الخَسّ من زياد بدلًا من عنب ولوز عاصي ومنصور؟!.
ـ المنافسة لا تعني الغيرة لأنّ المنافسة حياة والغيرة قاتلة!. كما أنّ الفنّ يعني التّجدّد الدّائم، والتّكرار نقيض ذلك، بل نقيض حركة الزمن وطبيعة الحياة!.
ـ كلاهما: الغيرة والتّكرار، من منشأ واحد: الحبّ السلبي للذّات!.
ـ وأقول الحبّ السّلبي، لأنّ حبّ الذّات مسألة فِطْريّة، لا يُمكن لحياة أن تكون حقيقيّة بجحوده ونكران حقيقته!. كما لا يُمكن لحياة أن تكون سعيدة في غياب حبّ الذّات!.
ـ البخيل أو شديد الطّمع يحبّ ذاته، نعم، لكنه يحبّها بطريقة خاطئة، بفهم غبي، وبسلبيّة مُهْلِكَة!. المعطاء يُعطي لأنه يُحبّ ذاته أيضًا، لكنه يُحبّها بإيجابيّة: الحب فنّ العيش، والفنّ رُتَبٌ ومنازل، دَرَجٌ ودَرَك!.
ـ إن من يبخل بـ "ريال" يُضيّق على نفسه، لا على من بَخِل بالرّيال عليه!. يحتفظ به نعم، لكنه يُهْدِر معناه!. لا تعود لهذا الرّيال قيمة أكثر من قيمته كريال أبدًا!. بينما من يتبرّع به أو يعطيه لمحتاج، إنما يمنح هذا المبلغ الضئيل آفاقًا وحكاية وصل رائعة، أكبر بكثير من قيمته النقدية!. بالعطاء صار الريال حكاية مبلغ ومحتاج ويد تصافح بمساعدة: تسكن هذه الحكاية روح المعطي، بالذّات إن لم يتحدّث عنها، ولا تنساه متى ما نسيها!.
ـ المضحك، يا أحبّة، أنني استطردتُ ولم يكن هذا موضوعي أصلًا!.
ـ كنتُ أستمع إلى أغنية لعفاف راضي. صوت عفاف راضي حادّ بدفء عجيب، ومُدرّب بثقافة رفيعة ووعي كبير. كان يُمكن لها أن تكون ظاهرة غنائية، لكن غيرة الرئيس عبد الناصر من فيروز قضَتْ على مثل هذا الحُلم!.
ـ ما أن عَلِمَتْ ساحة الغناء برغبته في صناعة فيروز مصريّة، حتى أُغلقت الأبواب على عفاف راضي، في محاولة لإنتاج شيء إيجابي من الغيرة التي هي من أساسها وفي أساسها سلبيّة!. والنتيجة: مجرّد أغنيات قليلة رائعة ثم غياب تام!. يا لهذا الحلم الذي كان متحفزًا للتّحقّق جديرًا به، كيف قَرَّ وفتر وهمَد وانطفأ؟!.
ـ وكم من صوت رائع خَمَدَ أيضًا، بسبب الحبّ في التّكرار: الرغبة في تكرار أم كلثوم تحديدًا نَحَرَتْ أجمل وأعذب الأصوات المصريّة، والنتيجة: فشل ذريع!.
ـ كان أحد أهم أسرار ديمومة أم كلثوم تجدّدها الدّائم!. تمتّعَت على الدّوام بجسارة لا مثيل لها في التقاط عباقرة التلحين، لا تُبالي بالتاريخ ولا الأسماء في ذلك!. تتقدّم، تصنع نفسها من جديد، وتصنع التاريخ والأسماء!.
لولا هذه الجسارة العبقريّة لرأتْ نهايتها بعينيها قبل رحيلها الذي لم يحدث أبدًا!.
ـ فيروز كذلك جازفتْ وتجدّدت بموسيقى زياد رحباني، وأي مجازفة أشجع وأجرأ من قبولها بحمل حزمة الخَسّ من زياد بدلًا من عنب ولوز عاصي ومنصور؟!.
ـ المنافسة لا تعني الغيرة لأنّ المنافسة حياة والغيرة قاتلة!. كما أنّ الفنّ يعني التّجدّد الدّائم، والتّكرار نقيض ذلك، بل نقيض حركة الزمن وطبيعة الحياة!.