طفل التاسعة يحرّكه «مولد أمة».. وشاب الثلاثينيات يزرع الصحراء 3 آلاف فعالية
آل الشيخ.. آه ما أجمل الرياض
عندما صدح العملاقان طلال مداح، رحمه الله، ومحمد عبده في أوبريت "مولد أمة" عام 1990م في رائعة الأمير الشاعر سعود بن عبد الله "قلبي تولّع بالرياض.. حب ورثته من الجدود يا صفحة ناصعة البياض.. زرعت الصحراء ورود".. كان تركي آل الشيخ لم يتخطَّ يومها التاسعة من عمره بعد، وهو يردد تلك الأغنية الخالدة، كما هو الحال مع بقية السعوديين.
لكن يبدو أن الطفل، الذي كان طموحه يعانق السماء في تلك الأيام، توقف كثيرًا عند بيت الشعر "زرعت الصحراء ورود".. هو يعيش في الصحراء، لكنه يريد أن يصنع منها شيئًا ما في يوم من الأيام، ويحولها إلى ورد وأكثر من ذلك.
يكبر تركي، وتكبر أحلامه معه.. بيت الشعر لا يفارقه.. صورة الصحراء تتحول إلى فعاليات وترفيه، لكن داخل ذهنه لا يراها إلا هو فقط.
حلمه بأن يجعل من الرياض مكان جذب لسياح العالم لا يغادره.. يدرك أنه سيأتي يوم ويتحقق ذلك.
وبعد مضي نحو 30 عامًا تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، يزيح الستار عن أحلامه ويجعلها واقعًا.
اليوم، الرياض أصبحت محط أنظار العالم، بل تخطت ذلك لتسجل أرقامًا قياسية في موسمها الأول الذي صنعه أبو ناصر، مهندس الترفيه.
عندما سنحت له الفرصة بأن يقدم شيئًا لمدينته التي ترعرع فيها لم يتوان عن ذلك، وعلى الفور ضرب في كل حدب وصوب.. سخَّر الإمكانات للعاملين.. أزال العوائق، وذلل العقبات، وتصدى لموسم الرياض، فدشن موسمًا تاريخيًّا وعالميًّا، يلزمه أكبر من موسوعة جينيس.
صانع البهجة مع رجاله، يطلقون أكثر من ثلاثة آلاف فعالية على مدار شهرين، تنطلق ابتداءً من اليوم في كافة أرجاء العاصمة.. مسرح وحفلات وعروض وسينما ومهرجانات وليالي فن ومواهب ورعب وشخصيات ومسابقات وتسوق.
نجوم لم يشاهدهم سكان الرياض إلا على الشاشة الصغيرة، اليوم يشاهدونهم وجهًا لوجه.. "آه ما أرق الرياض تالي الليل.." بدر بن عبد المحسن يتألق شعرًا في واحدة من أشهر قصائده عن العاصمة، ويعيشها في أجواء شعرية، وبدوره تركي آل الشيخ، يجعل منها أبياتًا ملموسة، ويمزج بين خيال الشاعر وحقيقة الواقع.. فيُخرج الرياض جميلة.. تالي الليل وأوله واليوم كله.