|


رياض المسلم
ويندرلاند.. البيضاء
2019-10-25
هناك مقولة لا تخفى على الكثير منّا.. “الأرض لا تأكل ولا تشرب”..
تلك المقولة للأسف عرقلت حركة التنمية في زمن ما..
أطلقها تجّار العقار في السبعينيات وسلموها للأجيال فيما بعد.. فأصبحت متوارثة أشبه بالقانون..
فبدأ ملّاك الأراضي يجمعون الصكوك في خزائنهم غير مبالين بالحاجة إلى بنائها.. جعلوها خاوية فارغة..
عندما تسأل أحدهم لماذا لا تستثمر الأرض أو تبيعها لشخص يعمّرها؟.. يرد.. “بكرة ترتفع”.. هي بالفعل ترتفع فتعود إليه وتسأله: الأرض ارتفعت فرصة للبيع.. فيرد من جديد.. “بكرة ترتفع”.. وتصبح في دوامة الارتفاع حتى ترتفع روحه إلى السماء..
الكثير منهم رحلوا وتركوا الأراضي على حالها..
بعض تلك الأراضي بمساحات كبرى يطلق عليها الأراضي البيضاء وتعرّف بأنها: “كل أرض فضاء مخصصة للاستخدام السكني، أو السكن التجاري، داخل حدود النطاق العمراني”..
كل شيء حول تلك الأراضي البيضاء.. يأكل.. يشرب.. يتنفس.. يستمتع.. يزدهر.. يتطور.. وينمو، أبراج ومراكز تجارية ومخططات سكنية وغيرها..
عجلة التنمية تدور إلا أن بعض ملاك الأراضي لم يستوعبوا بعد، حتى، مع فرض رسوم على الأراضي.. فهم لا يريدون بناءها..
في زمننا الحالي، ومع النهضة التي تعيشها البلاد، أزهرت تلك الأراضي الخالية.. فبدلاً من أن تكون مأوى للأتربة والحجارة باتت عامرة بالمشاريع التي يشار إليها بالبنان..
هناك أراضٍ بيضاء بمساحات كبيرة لم تستثمر في وقت سابق، وظلّت عشرات السنين على حالها على الرغم من موقعها المميز.. وجاء موسم الرياض وأحيا بعض تلك الأراضي حتى إن كان لفترة بسيطة..
على سبيل المثال لا الحصر، ويندرلاند أقيمت على أرض بمساحة 200 ألف متر مربع.. الأرض هي الأرض لم يمسها أي تغيير أو تبديل منذ عشرات السنين،فلا تزال على ما هي عليه، حتى أقيمت عليها مدينة الألعاب العالمية فتبدل حالها وعرفها الناس.. الموسم أحياها..
الأمر ليس مقتصرًا على أرض ويندرلاند، بل هناك فعاليات عدة في الموسم استثمرت فيها الأراضي وأزيحت منها الغبار ودخلت في مسيرة التنمية..
المقولة القديمة لتجار الأراضي يجب أن تتبدل وتصبح.. “الأرض تؤكّل وتشرّب”، في حال امتدت لها الأيادي البيضاء واستثمرت بالشكل المناسب الذي يعود على الوطن والمواطن بالمنفعة.. وقتها ستكون فائدتها جمّة.. لذا لا بد من تنمية تلك الأراضي وإحيائها بأي شكل من الأشكال كما حدث في موسم الرياض..
دمتم بود..