ـ الكلام إنهاء للصمت، رفض له وعدم قبول بهيمنته، ومحاولة لإفنائه ولو مؤقتًا. فهل الكتابة، بحكم أنها تنويع في الكلام وعليه، كذلك أيضًا؟!.
ـ أظنّ أن الكتابة، حتى وإن كانت تنويعًا في الكلام وعليه، فإن ذلك لا يشكّل إلا جزءًا من حقيقتها، يتلاقى مع جزء آخر، ألا وهو أنّ الكتابة تنويع في الصمت وعليه أيضًا!.
ـ وعليه، فإن الكتابة صمت من جهة مثلما هي رفض للصمت من جهة أخرى!. إحياء وإماتة في آن!. وفي هذا يكمن أحد أهم أسرارها الخبيئة، المثيرة للقلق والفتنة معًا!.
ـ اخترع العراقيّ الأول الكتابة للحساب، بهدف عدّ مواشيه وأغلاله. وفي إحدى لياليها أنجبت الكتابة الأرقام، فاستغنت عن العدّ!.
ـ كان يُمكن لها أن تموت بعد ذلك، لكنها في المسافة الزمنية الفاصلة بين بدايتها التي كان الحساب هدفها، وبين ولادتها للأرقام التي هي غاية وجودها، كانت قد نجحت في الكشف عن مهارة ذات فائدة لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها، فائدة وأهمية فوق ما يقدر كلام المشافهة على تقديمه، ومختلفة إلى حد بعيد جدًّا، جدًّا، عن الحساب وقطعيّاته على عظم منفعتها!.
ـ فن الشطب والحذف والمحو والتبديل والتعديل والإضافة، ثم المراجعة، كل هذه مكاسب للكتابة على الكلام!. مكاسب حقيقية وجديرة بإبقاء الكتابة حيّةً، لدرجة أنه لو خُيّر الإنسان بين كلام المشافهة أو كلمات الكتابة، لكان غبيًّا وأحمق فيما لو لم يختر الكتابة!.
ـ أمّا الحساب، فميزته التحديد والحفظ، والكتابة قادرة على التحديد ولو بشكل أقل طبعًا من الحساب، لكنه شكل معقول ومقبول!، أما الحفظ فهي قادرة عليه بنفس مهارة الحساب!.
ـ وعبر الزمن الممتد من العراقي الأول إلى الأمريكي الأخير الذي قصف العراقي الأول!، وإلى اليوم، وإلى ما بعد ذلك، اكتشف الإنسان وسيظل يكتشف، ما تخفيه الكتابة من دعم ومؤازرة للصمت!. وهذا هو ما تعجز عنه المشافهة، ويتناقض مع طبيعة الكلام الشفهي!.
ـ الشطب في الكتابة غير التريّث في الكلام!. الشطب كتابة على الكتابة، في حين أن التريث خوف من زلل لم يقع أصلًا!، وهو حين يقع فيعاد توضيحه أو شرحه إنما يكون كلامًا مُضافًا وليس بديلًا!.
ـ الشطب في الكتابة، هو الصمت متكلمًا فيها!. وكذلك المجاز، أينما وُجِد فهو الصمت عن الشيء متكلمًا فيه وعنه ومن خلاله!. هذه واحدة من أعظم مزايا وهِبات الكتابة!.
ـ الكتابة هي التفكير والتفكير في التفكير معًا، وإذا ما استثنينا الأنبياء والرسل ومن خصّهم الله بقدرات خاصة، فإن من يتعلم الكتابة إنما يتعلّم التفكير أكثر بكثير من ذلك الذي لا يعرف الكتابة!.
ـ علّموا أولادكم الكتابة، القراءة ليست كافية أبدًا!. ولا تقلّلوا من شأن كتابة أولادكم، شيئًا فشيئًا سيتطورون، قد لا يصبحون أدباء مرموقين، لكنهم سيتعرفون على أنفسهم أكثر، وعلى الحياة أعمق، وهذا شيء مهم ورائع!.
ـ مرّةً كتبتُ: القراءة ليست للجميع!. واليوم أزيد: الكتابة للجميع!. الكتابة هي التي يجب أن تكون للجميع!.
ـ أظنّ أن الكتابة، حتى وإن كانت تنويعًا في الكلام وعليه، فإن ذلك لا يشكّل إلا جزءًا من حقيقتها، يتلاقى مع جزء آخر، ألا وهو أنّ الكتابة تنويع في الصمت وعليه أيضًا!.
ـ وعليه، فإن الكتابة صمت من جهة مثلما هي رفض للصمت من جهة أخرى!. إحياء وإماتة في آن!. وفي هذا يكمن أحد أهم أسرارها الخبيئة، المثيرة للقلق والفتنة معًا!.
ـ اخترع العراقيّ الأول الكتابة للحساب، بهدف عدّ مواشيه وأغلاله. وفي إحدى لياليها أنجبت الكتابة الأرقام، فاستغنت عن العدّ!.
ـ كان يُمكن لها أن تموت بعد ذلك، لكنها في المسافة الزمنية الفاصلة بين بدايتها التي كان الحساب هدفها، وبين ولادتها للأرقام التي هي غاية وجودها، كانت قد نجحت في الكشف عن مهارة ذات فائدة لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها، فائدة وأهمية فوق ما يقدر كلام المشافهة على تقديمه، ومختلفة إلى حد بعيد جدًّا، جدًّا، عن الحساب وقطعيّاته على عظم منفعتها!.
ـ فن الشطب والحذف والمحو والتبديل والتعديل والإضافة، ثم المراجعة، كل هذه مكاسب للكتابة على الكلام!. مكاسب حقيقية وجديرة بإبقاء الكتابة حيّةً، لدرجة أنه لو خُيّر الإنسان بين كلام المشافهة أو كلمات الكتابة، لكان غبيًّا وأحمق فيما لو لم يختر الكتابة!.
ـ أمّا الحساب، فميزته التحديد والحفظ، والكتابة قادرة على التحديد ولو بشكل أقل طبعًا من الحساب، لكنه شكل معقول ومقبول!، أما الحفظ فهي قادرة عليه بنفس مهارة الحساب!.
ـ وعبر الزمن الممتد من العراقي الأول إلى الأمريكي الأخير الذي قصف العراقي الأول!، وإلى اليوم، وإلى ما بعد ذلك، اكتشف الإنسان وسيظل يكتشف، ما تخفيه الكتابة من دعم ومؤازرة للصمت!. وهذا هو ما تعجز عنه المشافهة، ويتناقض مع طبيعة الكلام الشفهي!.
ـ الشطب في الكتابة غير التريّث في الكلام!. الشطب كتابة على الكتابة، في حين أن التريث خوف من زلل لم يقع أصلًا!، وهو حين يقع فيعاد توضيحه أو شرحه إنما يكون كلامًا مُضافًا وليس بديلًا!.
ـ الشطب في الكتابة، هو الصمت متكلمًا فيها!. وكذلك المجاز، أينما وُجِد فهو الصمت عن الشيء متكلمًا فيه وعنه ومن خلاله!. هذه واحدة من أعظم مزايا وهِبات الكتابة!.
ـ الكتابة هي التفكير والتفكير في التفكير معًا، وإذا ما استثنينا الأنبياء والرسل ومن خصّهم الله بقدرات خاصة، فإن من يتعلم الكتابة إنما يتعلّم التفكير أكثر بكثير من ذلك الذي لا يعرف الكتابة!.
ـ علّموا أولادكم الكتابة، القراءة ليست كافية أبدًا!. ولا تقلّلوا من شأن كتابة أولادكم، شيئًا فشيئًا سيتطورون، قد لا يصبحون أدباء مرموقين، لكنهم سيتعرفون على أنفسهم أكثر، وعلى الحياة أعمق، وهذا شيء مهم ورائع!.
ـ مرّةً كتبتُ: القراءة ليست للجميع!. واليوم أزيد: الكتابة للجميع!. الكتابة هي التي يجب أن تكون للجميع!.