الحقيقة ترفض الانقياد، يواصل "جاك دريدا": وما يتصل بالحقيقة يرفض الانقياد!. ومن مقولة "دريدا" هذه يتكشف لي حل لغز قديم، إشكالية أزليّة: لماذا يعجز الشعراء عن كتابة قصائد فخمة حقًّا حين يكتبون عن قضايا محددة يؤمنون بها كحقيقة قاطعة، ولماذا لا تكون أعظم قصائدهم في أحبّ الناس إليهم وأقربهم منهم حقًّا؟!.
ـ معظم القصائد التي حاولت الدفاع عن قضايا كبيرة، عن وصف كُربات حقيقيّة، ظلّت أقل وبكثير، أقل بوضوح مخجل، من هذه القضايا؟!.
ـ القصائد الدينية!، وأي قصيدة عن القضية الفلسطينية!، وكذلك مراثي الشعراء لأبنائهم، كلها تقريبًا، جاءت دون المأمول!. أقل عبقًا وتوهّجًا!.
ـ يبدو أنّه كلّما كان الموضوع "حقيقيًّا" أو ممسكًا أو ممسوكًا أو متمسكًا بـ"حقيقة"، بما يعتبره الشاعر حقيقةً، بما يؤمن حقيقةً أنه حقيقة!، فإن فُرص انقياد هذا الموضوع للعمل الفنّي تصعب وتضمحل وتتلاشى!.
ـ حتى في قصائد الحب العظيمة، يمكننا ملاحظة الذكرى كعنصر رئيسي في جمالها أو في شحنها بالدفق الحيوي والطاقة الخلّابة!. وحين نقول الذكرى، فنحن نقول بمرور زمن طويل نسبيًا يفصل بين تجربة الحب وبين تجربة الكتابة عن تجربة الحب!.
ـ يبدو أنه لا بد من مرور هذا الزمن كفاصل، يترافق مع فاصل آخر يمثّله الفراق!، لا تُكتب قصائد الحب العظيمة باجتماع عاشق ومعشوق، بل باجتماع فاصل زمني وفاصل مكاني في العاشق نفسه!. اجتماع يسمح لكل من الذكرى والحنين بتغيير الحدث الأصلي وبزحزحته عن "حقيقة" ما كان، لصالح ما يكون داخل العمل الفنّي!.
ـ البُعد في الزمان مصحوبًا ومعجونًا بالبعد في المكان، يتيح للعاشق "الشاعر" فرصة للانفلات من حقيقة المعشوق والتجربة!. وبانفلاته من هذه الحقائق تنفلت الحقائق نفسها من نفسها!.
ـ عندها فقط يُصبح كل شيء قابلاً للانقياد، قابلاً للتخيّل من جديد، للحذف والإضافة، للتغيير الجذري ربما، بما في ذلك الانقلاب على ذاته، حسبما تُرتّب المخيلة فوضاه!. عندها فقط تصبح القضية، ويصير الموضوع، طوْع التشبيه والاستعارة والتّورية والمَجاز!.
ـ الحقيقة الساطعة تُعمي!. الحقيقة الراسخة تُقيّد!. الحقيقة المُثبَتَة مُثبِتة!. الحقيقة التليدة لا تلِد!.
ـ في الفنّ، لا بدّ من رخاوة ما، تسمح بالتظليل وبالتضليل!.
ـ لا يتجلّى في العمل الفنّي ما كان جليًّا قبل العمل الفنّي!. في هذه الحالة، أقصى ما يمكن فعله هو القصّ والّلصق والنسخ والتوكيد والإعادة!. لا سبيل للمتابعة، ليس سوى الاتّباع!.
ـ وضوح الهدف يمنع الاستهداف!. وضوح الهدف يمكنه تقديم عمل. غياب الاستهداف يمنع هذا العمل من أن يكون فنيًّا!.
ـ معظم القصائد التي حاولت الدفاع عن قضايا كبيرة، عن وصف كُربات حقيقيّة، ظلّت أقل وبكثير، أقل بوضوح مخجل، من هذه القضايا؟!.
ـ القصائد الدينية!، وأي قصيدة عن القضية الفلسطينية!، وكذلك مراثي الشعراء لأبنائهم، كلها تقريبًا، جاءت دون المأمول!. أقل عبقًا وتوهّجًا!.
ـ يبدو أنّه كلّما كان الموضوع "حقيقيًّا" أو ممسكًا أو ممسوكًا أو متمسكًا بـ"حقيقة"، بما يعتبره الشاعر حقيقةً، بما يؤمن حقيقةً أنه حقيقة!، فإن فُرص انقياد هذا الموضوع للعمل الفنّي تصعب وتضمحل وتتلاشى!.
ـ حتى في قصائد الحب العظيمة، يمكننا ملاحظة الذكرى كعنصر رئيسي في جمالها أو في شحنها بالدفق الحيوي والطاقة الخلّابة!. وحين نقول الذكرى، فنحن نقول بمرور زمن طويل نسبيًا يفصل بين تجربة الحب وبين تجربة الكتابة عن تجربة الحب!.
ـ يبدو أنه لا بد من مرور هذا الزمن كفاصل، يترافق مع فاصل آخر يمثّله الفراق!، لا تُكتب قصائد الحب العظيمة باجتماع عاشق ومعشوق، بل باجتماع فاصل زمني وفاصل مكاني في العاشق نفسه!. اجتماع يسمح لكل من الذكرى والحنين بتغيير الحدث الأصلي وبزحزحته عن "حقيقة" ما كان، لصالح ما يكون داخل العمل الفنّي!.
ـ البُعد في الزمان مصحوبًا ومعجونًا بالبعد في المكان، يتيح للعاشق "الشاعر" فرصة للانفلات من حقيقة المعشوق والتجربة!. وبانفلاته من هذه الحقائق تنفلت الحقائق نفسها من نفسها!.
ـ عندها فقط يُصبح كل شيء قابلاً للانقياد، قابلاً للتخيّل من جديد، للحذف والإضافة، للتغيير الجذري ربما، بما في ذلك الانقلاب على ذاته، حسبما تُرتّب المخيلة فوضاه!. عندها فقط تصبح القضية، ويصير الموضوع، طوْع التشبيه والاستعارة والتّورية والمَجاز!.
ـ الحقيقة الساطعة تُعمي!. الحقيقة الراسخة تُقيّد!. الحقيقة المُثبَتَة مُثبِتة!. الحقيقة التليدة لا تلِد!.
ـ في الفنّ، لا بدّ من رخاوة ما، تسمح بالتظليل وبالتضليل!.
ـ لا يتجلّى في العمل الفنّي ما كان جليًّا قبل العمل الفنّي!. في هذه الحالة، أقصى ما يمكن فعله هو القصّ والّلصق والنسخ والتوكيد والإعادة!. لا سبيل للمتابعة، ليس سوى الاتّباع!.
ـ وضوح الهدف يمنع الاستهداف!. وضوح الهدف يمكنه تقديم عمل. غياب الاستهداف يمنع هذا العمل من أن يكون فنيًّا!.