|




أحمد الحامد⁩
المال والحال
2019-11-15
كل الدراسات الطبية تشير إلى أن التفاؤل والنظر للحياة بمفهوم إيجابي يقي الإنسان العديد من الأمراض، ويكون أقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، هذا لم أقله أنا..
أنا لست طبيباً، هذا ما ذكرته العديد من الأبحاث والدراسات كان آخرها ما نشر في المجلة الطبية jama التي ذكرت أن المتفائل يواجه مخاطر صحية متعلقة بالقلب مثل الأزمات القلبية بنسبة 35 في المئة أقل من المتشائمين.
في الحقيقة كان على أصحاب الدراسة مع كامل احترامي وتقديري أن يذكروا واحداً من أبرز مسببات التفاؤل وهو وجود "المال"، لا أتصور أن عامة "المفلسين" سينظرون للحياة نظرة إيجابية وتفاؤلية وهم يتهربون من مشاهدة الفواتير أو وهم يلتقون صدفة بأحد دائنيهم، ولا أعتقد أن المشرف على الدراسة يمر بأوضاع مالية سيئة، هكذا هي عادة من يملكون المال.. تجدهم متفائلين ويدعون إلى العيش بسعادة ومحبة بعضنا بعضًا والتفكر بجمال خلق الطبيعة، ذلك أنهم لا يمرون بضغوطات المفلسين وتفاصيل معاناتهم، أعرف صديقاً كان من ذوي المال ثم أصبح مفلساً ثم تعب نفسياً من ضيق حاله ثم تحول مرضه النفسي إلى أمراض عضوية دون أن يستطيع الأطباء تحديد الأعراض أو طرق العلاج، وكان صديقي ممدداً على السرير لا يقوى على التحرك، قام الأطباء بعمل كامل الفحوصات والتحاليل، لكنهم لم يستطيعوا تحديد مرضه رغم مرور أكثر من شهر كامل على دخوله المستشفى، في إحدى مكالماتي الهاتفية للاطمئنان عليه وهو على السرير، قلت له هل حدد الأطباء ما تعاني منه؟ قال: لا، لم يحددوا ولن يستطيعوا ذلك، أنا أعرف ما هو علاجي، إنه ليس في صيدلياتهم، بل في البنوك.. أن أشم رائحة المال.. أن تقبض يدي على رزم الأوراق النقدية.. حينها سأصبح أقوى من مايك تايسون.
أخطأ الكثير من الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين في استبعاد المال في تحديد بعض الأسباب الحقيقية للأمراض النفسية أو لأسباب الطلاق، حتى بين من عاشوا قصة حب قبل زواجهم، لو كنت طبيباً نفسياً أو اجتماعيًّا لكان سؤالي الأول للمراجع عن مستوى "الكاش" لديه، فإن علمت بأنه مفلس علمت سبب علته ودعوت له بالرزق الوفير، وإن كان ذا مال اقترحت عليه بعض طرق الاستمتاع بالمال، أو تسلفت منه بعض ما أعطاه الله.