|


سعد المهدي
عين على المنتخب (5)
2019-11-21
المنتخب فريق يتم اختيار عناصره من اللاعبين والجهازين التدريبي والإداري وتجهيز معسكرات التحضير من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة.
المنتخب ليس محاصصة بين الأندية أو إرضاء للأذواق، ولا نزولًا عند مطالبات الجمهور والإعلام، كما أنه ليس ملكًا لاتحاد الكرة، ولا فرصة عمل وظهور لبعض منسوبيه أو من يختارهم للعمل في أجهزته. المنتخب ليس كرة يتقاذفها المختلفون بينهم يرفعونها حين يروق لهم ويضربون بها في الأرض عندما يعكر مزاجهم أمر ما، يصبح مهمًا إذا أرادوا ولا أهمية له عندما يقررون ذلك.
المنتخب فريق مكون من لاعبين اختارهم المدير الفني، ليس بالضرورة أن جميعهم الأفضل ولكن الأنسب للطريقة والخطة التي سيلعب بها، هناك لاعبون يبدون أفضل خارج القائمة هؤلاء عادة لا يتجاوزون أحد أمرين، إما لا يخدمون منهج المدرب، أو الحاجة لغيرهم في مراكز أخرى أكثر أهمية منهم.
لا يوجد مدرب في العالم تتاح له فرصة اختيار الأفضل ولا يفعل ذلك، لكن من منظوره وليس غيره، مسألة أن يختار من العناصر من لا يخدمه هو وبالتالي الفريق تصور ساذج، لكن يمكن للعنصر أن يخذل المدرب ويمكن أن يكون المدرب في الأصل على خطأ في بعض ما يفعله، المهم في الأمر أنه لا يمكن أن يتعمد أي مدرب ذلك، ربما حتى أن يكون مدربًا سيئًا تلك مشكلة جهة الاختيار.
القصد في الفكرة من أساسها أنه لا يعقل أن يكون المنتخب ساحة يتبارز وسطها الأضداد غير عابئين بما يمكن أن يحدثه ذلك، والسبب فقط إما لأن كلًا منهم يريد تأكيد صحة ما ذهب إليه، أو بغرض ملاحقة من يراهم خصومه أينما كانوا ولو على حساب ما هو أهم منه ومن ناديه وهو المنتخب، لكن ماذا على صاحب القرار أن يفعل إزاء ذلك؟
المنتخب عادةً يتحمل مسؤوليته اتحاد الكرة، ومن ذلك هو من يقوم بإعداده وتحضيره والإشراف عليه، وبالتالي فالمنتخب يحمل بصماته وأفكاره وآماله، وإذا ما فشل في تحقيق أهدافه يمكن محاسبة الاتحاد، هذا يعني أن لا أحد معني عمليًا بالمنتخب غيره، ويبقى آخرون أيًا كانوا ليسوا أكثر من متابع أو مراقب أو صامت، أما الاهتمام من جانب وطني فإنه لا يجب أن يتجاوز على صلاحية المعنيين، بل بدعمهم لتتحقق أهدافهم وآمال الجميع.