|


رياض المسلم
ترفيه البطحاء وصيد الضفادع
2019-12-13
الرياض مدينة تعج بالأجانب.. سوق العمل جذاب.. جنسيات مختلفة.. العربية والآسيوية تتصدران.. الملايين منهم يعملون دون كلل أو ملل، دوام الـ 8 ساعات ترفيه لبعضهم.. يبحثون عن مصدر الرزق في أي موقع.. والوقت مفتوح..
6 أيام.. العمل فيها مباح.. لكن عندما يحل يوم الجمعة، وتطلب من أحدهم العمل يرد عليك فورًا: “الجمعة لا أعمل حتى لو ضاعفت المبلغ”..
يوم الجمعة يحمل قدسية كبرى.. المتنفس الوحيد.. منه يستمدون قوتهم لينطلقوا بقية أيام الأسبوع..
في التسعينيات، حفظنا ترفيه الأجانب يوم إجازتهم في الرياض.. قبل صلاة الجمعة الملاعب الترابية تعج بأبناء الجالية الباكستانية يلعبون “الكريكت”.. وعصرًا “باص خط البلدة” ينقل أفواجًا إلى شارع البطحاء.. من يريد أن يعرف المعنى الحقيقي للزحمة يزور الشارع يوم الجمعة.. هذا هو ترفيههم بالتجول في الشارع..
وفي الأودية والشعاب التي تكثر في العاصمة، تجد الجالية الفلبينية وعائلاتهم يحملون سنارات الصيد يرمون بها في الماء وهو ليس نهرًا أو بحرًا، لكن تجمعات من الماء الراكد، لا أود الخوض في تفاصيله.. صغار الأسماك تكثر يتفننون في اصطيادها، ولا ضير في صيد الضفادع القريبة..
في شارع “الخزان” ولهذا الشارع قصة مع أبناء جيلي، فلم تجذبنا المطاعم أو المحلات، لكن بسبب أغنية الراحل بشير شنان..
في شارع الخزان قابلت لي إنسان..
فيه الحلى ألوان سبحان من صور..
أشقاؤنا من الجالية السورية يملؤون الشارع.. مطاعم المشويات في كل زاوية.. دخان الكباب يشعرك بأنك في مدينة الضباب.. بعد الحصول على الوجبة المفضلة، يكون التوجه إلى حديقة الفوطة أقدم حديقة في الرياض.. وتقع على الشارع ذاته.. لا أعرف سابقًا لماذا يسمون الحديقة.. “بخشة”.. ليس موضوعنا..
أما الجالية السودانية.. فوقت الإجازة يعني حي غبيرة، حيث اللقاءات العائلية، الشباب منهم يعشق ممارسة كرة القدم من خلال تنظيم مباريات مع أشهر فرق حواري الرياض.. “الفوز عليهم من المستحيلات، قاعدة إذا راحت الكورة لا تروح رجل اللاعب”.. كانت تجعلنا نسلم نتيجة المباراة.
وبالانتقال إلى أشقائنا المصريين فإن حي منفوحة وسط الرياض يوم الجمعة، ينقلك إلى القاهرة.. فتعيش أجواء إمبابة وروض الفرج والحسين.. الكشري والممبار رائحتهما تغطي الحي القديم..
باختصار.. ما مضى كان صورًا من ترفيه بعض الجاليات في الرياض.. لم يكن لديهم ترفيه خاص موجه لهم، لكن مع موسم الرياض شهدنا الحفلات الفلبينية والسودانية والمصرية والمسرحيات والفعاليات.. أصبح لهم متنفس حقيقي وباتوا رقمًا صعبًا في الحضور..
الهيئة العامة للترفيه بقيادة تركي آل الشيخ أحسنت في توسيع دائرة الفعاليات، الفكرة تستحق الشكر..