|


رياض المسلم
هل الإسقاطات.. ترفيه؟!
2019-12-19
هذه الزاوية سخرتها طيلة الأيام الماضية للكتابة عن الترفيه مفهومًا وصناعة.. ولكن اليوم أطرق باب الإسقاطات في البرامج الرياضية التي يعتقد بعضهم أنها تندرج تحت بند الترفيه..
في فترة التسعينيات كنا ننتظر بشغف فترة الظهيرة كل يوم خميس لمتابعة برنامج رياضي يبث عبر القناة الأولى يحمل اسم “الفترة الرياضية”، ويسلط الضوء على منافسات الدوري، الحديث بلغة الأرقام واللقاءات الميدانية كانت مبسطة، المراسل كان بين نارين.. إعداد الأسئلة وسحب سلك الميكروفون.. العمل من دون أجندات أو إسقاطات..
الإثارة وقتها كانت في المباريات، سامي ينفرد بصدارة الهدافين وماجد يلاحقه والعكس، الاتحاد يصل مع الأهلي إلى أشد التنافس، القادسية يفوز بالآسيوية، الاتفاق يطربك بلقاءات الديربي مع النهضة، الطائي يحميه آل دعيع..
البرنامج الرياضي الوحيد لم نتابعه من أجل الضحك بل للفائدة، كان لدينا برنامج ترفيهي “تيلي ماتش” والحصن والجوهرة.
كرة القدم ازدهرت.. المستويات تصاعدت.. مواهب برزت.. البرامج الرياضية أصبحت بالعشرات.. التطور جميل..
في السنوات الأخيرة سعى مسيرو بعض البرامج الرياضية إلى نقل إثارة الملعب إلى الاستديو، همهم جذب أكبر عدد من المشاهدين مستغلين سذاجة بعضهم.. نجحوا في ذلك.
ليس هناك أسهل من جلب ضيفين متضادين في الميول وتطلق لهما العنان على الهواء، إذا كنت من الوسطيين كرويًّا فستكون صاحب الحظ السيئ إن لم تجد “الريموت كنترول”..
بعض هؤلاء الضيوف “اعذروني لن أسميهم نقادًا، حتى كلمة مشجع فيها إساءة لعشاق الأندية”.. تمادوا كثيرًا.. مقولة “من أمن العقوبة أساء الأدب”.. يرددونها في الاستديو وكأن لا علاقة لهم بها.. تخطوا الحدود.. موسوعة غينيس تخشى أن تفتح بابًا للأكثر إساءة أو إسقاطًا.. سيقتحمونه..
عقوبة الإيقاف لم تعد مجدية مع بعضهم.. هنا أستغرب من معاقبتهم، وهم من اعتادوا السير في الاتجاه الخاطئ ويرون أنهم على حق؟..هؤلاء المتعصبون يعتقدون أن الإساءة إلى الأندية الأخرى تزيد من شهرتهم، الشهرة المحمودة مطلوبة ونعتز بها، وإلا لفاخرنا بأن إبليس مشهور..
الإسقاطات والسخرية والضحك على المشاهدين أمور اعتدنا عليها، ولكنها تتجاوز الخطوط الحمراء حينها نقول توقفوا.. ولا يهمنا توقيفكم.. لأنكم موقوفون فعلاً من أعين العقلاء في الوسط الرياضي..
الإيقاف ليس حلًّا.. يعتقدون أنه يزيدهم وهجًا.. الحل في الشطب النهائي..
لعشاق كرة القدم.. لا تجعلوا من متعصب فتح له باب استديو أسطورتكم.. تابعوا من يضيف لكم معلومة أو رأيًا سديدًا خاليًا من الكراهية، و”الطقطقة”..
لبعض ضيوف البرامج..
“اعتدنا على طعم التعصب المر معكم حتى نسينا طعم حلاوة كرة القدم”..