في طفولتي كنت عاشقاً للفن المصري.. حفظت كل لزمات عادل إمام وسمير غانم وسعيد صالح، حتى عادل أدهم أضحكني وهو الممثل التراجيدي، محلات الفيديو حفظوا وجهي لكثرة استئجار المسرحيات.. القيمة خمسة ريالات لمدة 24 ساعة ولو تأخرت تضاعف المبلغ، كان الفيديو أحد وسائل الوحيدة.
كنت أحلم بالسفر إلى القاهرة لحضور أي مسرحية، صغر سني منعني.. اشتد عودي وأثناء دراستي في الكلية، بدأت أدخر مكافآتي الشهرية، كانت ألف ريال وأتسلم 990 ريالاً.. مع خصم صندوق الطالب ولا أعرف من المستفيد منه.. جمعت مبلغاً جيداً يقارب الخمسة آلاف ريال وأقنعت ابن خالي الطالب في الكلية العسكرية بالسفر..
في مكتب سياحي نجلس أكثر من ساعة ننتظر أن يحل دورنا، “الحجز عن طريق النت حاليا نعمة كبرى”.. ونطلب تذاكر إلى القاهرة استلمناها واللون الأحمر بداخلها يغري.. في التذكرة مكتوب “الرياض – القاهرة – الرياض” وعند أهلنا الوجهة الرياض – جدة – الرياض” لا بد أن نعمل مسرحية من أجل إقناعهم بالسفر.. قلنا لهم إننا ذاهبون لركوب دباب البحر ومشاهدة نافورة المدخنة.. الكذب الأبيض في ذلك الوقت جميل انتهى مع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي..
مسرح الزعيم في شارع الهرم هدفنا، قطعنا التذاكر ولبسنا البدل الجديدة.. ننتظر بفارغ الصبر ظهور عادل إمام في مسرحيته “بودي جارد” وما إن صعد على الخشبة حتى غرقنا وسط ضحكات من دون أن يتكلم، أجواء المسرح تسرق الضحك، هنيدي يعرض مسرحية “الأبندا” كنا نرغب في حضورها لكن الميزانية لم تساعدنا..
أجواء رائعة عشناها، ليس لدينا وقتها مسرح في السعودية، لذا اضطررنا إلى السفر.
ونحن في طريق العودة إلى الرياض أصر ابن خالي على أن يعبئ قارورة من ماء النيل، ويجلبها.. فعلها.. وطيلة المشوار إلى الرياض لون الماء يتبدل لحين استقر على الأصفر، سألته عن تصرفه، فأجاب: “يقولون من يشرب من النيل لازم يرجع له”، فقلت له: “لو شربت من هذا الماء راح ترجع للمستشفى”. وأضفت في حديثي معه: “أنت ناسي بأننا قلنا لأهلنا احنا رايحين جدة، وش راح تقول لهم عن المويه اللي معك.. زمزم؟!”.. انتهت قصة الماء بسكبه في الطريق الدائري.. قرار حكيم..
المسرح في السعودية أصبح جاذباً لكبار النجوم المصريين، سمير غانم وهنيدي وعبد الباقي وعز قدموا مسرحيات عدة في موسم الرياض والمواسم السابقة.. أفكر جدياً في الاتصال بابن خالي الذي أصبح عقيداً اليوم وأعيد ذكريات حضور المسرحية بعد مرور 20 عاماً من دون معاناتنا مع ماء النيل.
كنت أحلم بالسفر إلى القاهرة لحضور أي مسرحية، صغر سني منعني.. اشتد عودي وأثناء دراستي في الكلية، بدأت أدخر مكافآتي الشهرية، كانت ألف ريال وأتسلم 990 ريالاً.. مع خصم صندوق الطالب ولا أعرف من المستفيد منه.. جمعت مبلغاً جيداً يقارب الخمسة آلاف ريال وأقنعت ابن خالي الطالب في الكلية العسكرية بالسفر..
في مكتب سياحي نجلس أكثر من ساعة ننتظر أن يحل دورنا، “الحجز عن طريق النت حاليا نعمة كبرى”.. ونطلب تذاكر إلى القاهرة استلمناها واللون الأحمر بداخلها يغري.. في التذكرة مكتوب “الرياض – القاهرة – الرياض” وعند أهلنا الوجهة الرياض – جدة – الرياض” لا بد أن نعمل مسرحية من أجل إقناعهم بالسفر.. قلنا لهم إننا ذاهبون لركوب دباب البحر ومشاهدة نافورة المدخنة.. الكذب الأبيض في ذلك الوقت جميل انتهى مع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي..
مسرح الزعيم في شارع الهرم هدفنا، قطعنا التذاكر ولبسنا البدل الجديدة.. ننتظر بفارغ الصبر ظهور عادل إمام في مسرحيته “بودي جارد” وما إن صعد على الخشبة حتى غرقنا وسط ضحكات من دون أن يتكلم، أجواء المسرح تسرق الضحك، هنيدي يعرض مسرحية “الأبندا” كنا نرغب في حضورها لكن الميزانية لم تساعدنا..
أجواء رائعة عشناها، ليس لدينا وقتها مسرح في السعودية، لذا اضطررنا إلى السفر.
ونحن في طريق العودة إلى الرياض أصر ابن خالي على أن يعبئ قارورة من ماء النيل، ويجلبها.. فعلها.. وطيلة المشوار إلى الرياض لون الماء يتبدل لحين استقر على الأصفر، سألته عن تصرفه، فأجاب: “يقولون من يشرب من النيل لازم يرجع له”، فقلت له: “لو شربت من هذا الماء راح ترجع للمستشفى”. وأضفت في حديثي معه: “أنت ناسي بأننا قلنا لأهلنا احنا رايحين جدة، وش راح تقول لهم عن المويه اللي معك.. زمزم؟!”.. انتهت قصة الماء بسكبه في الطريق الدائري.. قرار حكيم..
المسرح في السعودية أصبح جاذباً لكبار النجوم المصريين، سمير غانم وهنيدي وعبد الباقي وعز قدموا مسرحيات عدة في موسم الرياض والمواسم السابقة.. أفكر جدياً في الاتصال بابن خالي الذي أصبح عقيداً اليوم وأعيد ذكريات حضور المسرحية بعد مرور 20 عاماً من دون معاناتنا مع ماء النيل.