|


نبيه ساعاتي
قمصاننا بلغتنا
2019-12-26
تمكن لاتسيو من الفوز على يوفنتوس بثلاثة أهداف مرسومة بريشة الفنان إنزاجي مدرب لاتسيو الذي عرف كيف يروض اليوفي، ففاز عليه قبل أيام في الدوري، ثم كرر هذا الفوز وبنفس النتيجة في السوبر الإيطالي الذي احتضنته العاصمة الحبيبة الرياض.
والذي كان على مستوى الحدث في كل جوانبه، سواء من حيث التنظيم أو الحضور أو التفاعل، والأهم المستوى الفني الرفيع الذي ظهر به اللقاء من الطرفين سواء الفريق الفائز الذي لعب بتوازن وعرف من أين تؤكل الكتف فظفر بالكأس للمرة الخامسة في تاريخه، أو الفريق الخاسر الذي سيطر ولكن بدون فاعلية كبيرة على المرمى.
وإننا إذ نسعد باستضافة مملكتنا الغالية لمثل هكذا نزالات رياضية عالمية تبلور اندماجنا في المنظومة العالمية حتى في المجال الرياضي وتلبي رغبات الشباب الذين يمثلون غالية الشعب السعودي الابي، فإننا نبارك للفائز ونقول حظاً أوفر للخاسر ونشيد بالتنظيم والحضور والتفاعل الجماهيري، ولعل ما شد انتباهي اللفتة الطيبة من يوفنتوس الذي ارتدى لاعبوه قمصاناً كتب عيها الأسماء باللغة العربية في خطوة ذكية من إدارة النادي الإيطالي العريق فيها نوع من التقدير للمستضيف وبها شيء من فن التسويق ولا تخلو من التحفيز نحو استقطاب المزيد من الجماهير.
وامتداداً للحديث عن اللغة العربية ففي الثامن عشر من ديسمبر الجاري احتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية التي تعتبر إحدى اللغات الست المعتمدة في الأمم المتحدة والتي يتجاوز عدد المتحدثين بها الأربعمائة مليون شخص يوجدون في الشرق الأوسط إضافة إلى إفريقيا وآسيا بل وتجدهم اليوم في كل دول العالم في ظل تقارب المسافات وسهولة المواصلات، وتأتي اللغة العربية في المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث الانتشار بعد الإنجليزية والماندارين والإسبانية، وبالتأكيد فإن الأهم من ذلك كله أنها لغة القرآن الكريم وذلك يكفيها فخراً.
والواقع أنني أرى أننا أولى بلغتنا التي نعتز بها من غيرنا، فأتفهم ارتداء قمصان بأسماء وأرقام إنجليزية في المشاركات الخارجية على اعتبار أنها اللغة الأكثر انتشاراً، ولكن في المنافسات المحلية بواقعية من المفترض أن نعتمد كتابة الأسماء والأرقام باللغة العربية كما كنا في السابق، فلربما لا يعلم البعض أن ذلك ما كان معمولاً به في منافساتنا.

يقول أحمد شوقي:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد