|


أحمد الحامد⁩
عن الصحافة والصحافيين
2020-01-05
على الرغم من المكانة المهمة التي حصل عليها الصحافيون، ووصولهم إلى مناصب كبيرة ومرموقة في أنحاء عدة من العالم، إلا أن مهنتهم، التي تُوصف بالمُتعبة والخطرة، لا تخلو من الضحك والنكات التي تصاغ ضدهم.
أعتقد أن مؤلِّفي هذه النكات، شعروا بالغيرة من مكانة الصحافيين، وقربهم من الشخصيات الكبيرة، لذا صاغوها. أحد هؤلاء قال: “الصحافيون مساكين. واحدٌ يكتب مقالًا، والثاني يردُّ على الأول، ثم يقوم الأول بالرد على الثاني، بينما نفرش نحن الصحيفة، ونأكل الفول فوقها وفوق مقالاتهما”! وقال آخر: “صحافي تزوج صحافية، فأطلقا على مولودهما اسم خبر عاجل”!. لم نعد نهتم بالأخبار العاجلة كما في السابق بسبب كثرة الأخبار العاجلة. سأل أحدهم: ما الفرق بين الغسالة والصحافي؟ “الغسالة بتغسل والصحافي بينشر...”!. الصديق صالح الخليف، أرسل هذه النكتة عن معاناة أحد الصحافيين من عدم معرفة بعضهم عمل وأهمية الصحافي. هناك نكتةٌ، غرَّد بها ذعار الرشيدي، تقول: “شايب قابلته في حفل زفاف وشاف الشباب يصورون ويسولفون معي، وسألني: يا ولدي إنت شنو تشتغل؟ قلت له: كاتب صحافي، رد سألني: يعني شتسوي؟ جاوبته أكتب مقالات وتحليلات سياسية، قال: ويعطونك قروش؟ قلت: إيه، قال بنبرة دعاء: يا ولدي الله يعز حكومتنا اللي حتى أمثالك لقوا له وظيفة”!. لكنَّ النكات التي صيغت ضد الصحافيين والصحافة لم تأتِ فقط ممن شعروا بالغيرة، أو عدم محبة الصحافيين، بل وشاركهم في ذلك المفكرون والمسرحيون أيضًا. إدوارد إجلستون يصف قوة وسيطرة الصحافة والصحافيين: “في أمريكا يحكم الرئيس لأربع سنوات، أما الصحافة فتحكم للأبد”. دانيال بورستين علَّق على الأخبار التلفزيونية قائلًا: “الوظيفة الوحيدة التي تؤديها الأخبار في التلفاز بشكل جيد، هي أنه عندما لا توجد أخبارٌ، تعطيك أنباءً بالتركيز نفسه كما لو كانت هناك أنباء حقيقية”. سأنقل أمرًا أخيرًا، وأرجو من رئيس التحرير في صحيفة الرياضية الأستاذ بتال القوس، أن يلاحظ أنني ناقلٌ للمقولة، ولست مؤمنًا بها، وناقل الكفر ليس بكافر، يقول قارئ النشرات الإخبارية الأمريكي الشهير ديفيد برنكلي: “أهم خدمة تقدمها الصحف والمجلات، هي تعليمها الناس مطالعة المطبوعات بثقة منعدمة!”.