|


هيا الغامدي
في كاتالونيا.. «الإقناع أو الرحيل»
2020-01-12
ثلاث ضربات موجعة في قلب برشلونة أنهت رصيد الصبر على المدرب أرنستو فالفيردي من روما وليفربول وأخيرًا أتلتيكو مدريد في نصف نهائي السوبر الإسباني، رغم أن الفريق معه مازال متصدر “الليجا”، ويلعب ثمن نهائي الأبطال، وينافس على كأس ملك إسبانيا، لكنه “غير مقنع” ولم يستطع حل مشكلات الدفاع الكثيرة رغم الهجوم الناري لديه!
في كاتالونيا الإقناع أولًا إذا أردت البقاء ضمن تفاصيل الكامب نو أقنع، دوائر لا تنتهي من الإقناع من المدرج إلى اللاعبين والإدارة! فالفيردي افتقد الإقناع رغم الدعم والمساندة وتعاطف النجوم الكبار مثل ميسي وسواريز، إلا أنه يواجه مقصلة الرحيل كل يوم كونه غير مقنع!
نعم هي شعرة معاوية وقربت “تنقطع”، والكاتالونيون لديهم خطة مع أمنية، فهم يريدون استنساخ تجربتهم الناجحة الفريدة مع بيب جوارديولا، الذي عاشوا معه العصر الذهبي لبرشلونة العصر الحديث مع نجمهم المحبوب تشافي هيرنانديز مدرب السد القطري حاليًا، الجميع يعلم أن تشافي المدرب عاجلًا أو آجلًا سيتسلم تدريب البارسا، لكن السؤال هل تشافي حديث العهد بالتدريب مؤهل الآن لتدريب فريق ينافس على كل البطولات ومطالب بتحقيقها جميعها! أم أن تجربته لم تنضج بعد لهكذا مهمة؟! وهل سيستطيع النجاح في المهمة بفريق أغلبه من زملائه! رغم العلاقة الطيبة أحيانًا الإنسان لا يتقبل النصح أو الأوامر ممن هم في سنه، وبالتالي لن يكون في مقدوره فرض السيطرة والإرادة الكاملة عليهم!
رغم القدرات التكتيكية العالية والعلاقات الطيبة بالجميع وأولهم ميسي، أتوقع أن يعاني في حال نجح في إقناعه الآن، فهو ليس “مدرب طوارئ” ليتسلم المهمة في منتصف الموسم والوضع مليء بالمشكلات والأزمات والتوترات، فمن الذكاء أن يتسلمه في نهاية الموسم ليكون في مقدوره الإشراف على صفقات اللاعبين مما يخدم فكره وقناعاته التدريبية! ربما هي محاولة كاتالونية لاستنساخ تجربة المنافس اللدود ريال مدريد مع زيزو “زيدان” الأسطورة المدريدية! الكامب نو يغلي الآن والإدارة تبحث عن حلول لإطفاء النار وجحيم الهزائم الكبيرة بحق كبرياء البارسا، وتبحث عن كبش فداء الأغلب فالفيردي المغضوب عليه كاتالونيًا! لكن محاولة الربط بين بيب وتشافي برأيي أمر غير منطقي، فلكل وقت ظروف وقناعات واختيارات وعوامل مساندة أو العكس، ولا ألوم الكاتالونيين بعد أن عاشوا موسمين متتالين صعبين، ذاقا فيها الأمرّين من روما وليفربول في الأبطال، وزاد الطين بلة هزيمة أتلتيكو وسيميوني في السوبر الإسباني!