|


سعد الدوسري
ليسوا عجَزَة
2020-01-29
نشاهد في السينما الأجنبية أفلاماً عن كبار سن، تخلى أبناؤهم وبناتهم عنهم، وعاشوا بقية أعمارهم في دور الرعاية، دون أن يتسبب ذلك في إيذائهم نفسياً أو إيذاء عائلاتهم.
وذلك لأن الأمر في إطار الطبيعي وغير المستهجن، كما هو الحال في بعض المجتمعات الشرقية. فتلك الدور منشأة خصيصاً لتقديم أفضل رعاية ممكنة لكبار السن، من الناحية الاجتماعية والطبية والترفيهية، وتكاد تكون الملاذ المحبب لمعظم من تتجاوز أعمارهم الـ 70 سنة، وتحديداً أولئك الذين لا يمتلكون قدرات ذاتية أو مادية على العيش بشكل مستقل. حتى بعض القادرين اقتصادياً، يفضلون العيش في مراكز الرعاية، لأنها توفر لهم مناخاً مختلطاً حافلاً بالفعاليات اليومية المختلفة.
في مجتمعنا، يشكل بر الوالدين ملمحاً بارزاً، ومن غير المقبول اجتماعياً أن يتم الحديث عن إيواء الأب أو الجد في مراكز رعاية المسنين، أو ما يُطلق عليه “دار العجزة”، وهي تسمية منفّرة وغير أخلاقية. لكن لكل قاعدة شواذ، أو أن الظروف تحكم أحياناً، فتضطر الأسرة لظروف قاهرة أن تلجأ لهذا الحل القسري. ومن هنا، يجب علينا الحديث عن دور الرعاية في السعودية، وعن واقعها ومستقبلها في ظل التحديث الشامل لكافة مناحي الحياة في سعوديتنا الجديدة. وأكثر سؤال مطلوب في عذا السياق:
-هل تقوم دور رعاية المسنين في السعودية، برعاية المسنين؟! وهل قادتها تجربتها السابقة، لكسب ثقة الأسر في ترك ذويهم في تلك المؤسسات؟!
إن الإجابة لن تكون بنعم، للأسف الشديد؛ مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وخاصة كبار السن، تحتاج إلى تطوير من جهة، ودعم من القطاع الأهلي من جهة أخرى، لكي نصل إلى ما يمكن أن نسميه مؤسسات رعاية. وحتى ذلك الحين، على شبابنا أن ينظروا لكبار السن، نظرة دعم وتآزر. ربما لو نزورهم في المراكز، نقدم لهم خدمات تطوعية بسيطة جداً، نرسم على وجوههم ابتسامة، نستمع لأحاديثهم وتجاربهم. وجود خيط يربط بين الشباب وكبار السن مهم جداً. وربما لو اهتمت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بتأسيس مبادرات تضم تحت مظلاتها الشباب والشابات المهتمين بالأعمال التطوعية الميالة لخدمة كبار السن، لتكوّنت لدينا مجاميع خدمية تقترب من تلك الفئة المهمشة، وتقدم لهم ما أمكن من الدعم النفسي. والأهم أن تعيد الوزارة صياغة التوجه لرعاية كبار السن، ابتداءً من المنشآت وحتى البرامج اليومية.