|


هيا الغامدي
كيمياء!
2020-02-02
هل تؤمن بالكيمياء؟! التفاعلات الكيميائية بين البشر وكرة القدم نوع من أنواع الكيمياء، فالطاقة الإيجابية تولد تفكيرًا إيجابيًا وقدرة على العمل والمخرجات الإيجابية! فلو حللنا أسباب النجاح في أي علاقة/ منظومة لوجدنا بأنها عبارة عن “كيمياء”، توافق وتطابق وهارموني عناصر مع بعضها بمكونات كرة القدم فتعطي لنا “منتجًا” باذخًا مترف الجمال! فنادرًا ما نرى تفاعلًا إيجابيًا مثاليًا ضمن مكونات الكرة، فالكيمياء التي تنتج من تفاعل المدرب مع لاعبيه واللاعبين مع بعضهم والمدرب واللاعبين مع الإدارة والجمهور جميعها “كيمياء”! تطابق/ توافق الأفكار وانسيابها وتمازج الرؤى والأهداف تنتج كيمياء محفزة للعمل والإبداع والاستمرارية والعطاء!
الأسطورة أليكس فيرجسون أهم المدربين الذين مروا على مانشستر يونايتد وهو جزء لا يتجزأ من تاريخ النادي وثقافته وهويته فهو صانع نهضته وباني أمجاده، حتى إنه لقب بأفضل مدرب في الموسم 13 مرة بتاريخه التدريبي، فلماذا نجح فيرجسون مع المان يونايتد وحقق معه كل أنواع البطولات بينما فشل غيره؟! إنها “الكيمياء”! ولماذا نجح وأبهر وأمتع وتفوق بيب جوارديولا مع الفرق التي دربها أكثر من أي مدرب آخر غيره؟! بالكيمياء! بيب مع برشلونة حقق كل أنواع البطولات بمسافة زمنية لا تزيد عن الأربعة مواسم! ومع البايرن مختلف البطولات أيضًا والسيتي يتفوق إنجليزيًا إلى الآن! مدرب يصنع الفارق بالمحيط الذي يعمل به يؤثر ويتأثر ويمتزج كيميائيًا مع باقي العناصر بنجاح!
زين الدين زيدان من المدربين القلائل الذين يصنعون الفارق بالكيمياء الإيجابية بمحيط عملهم. زيدان أهم مدرب مر على مدريد في السنوات الأخيرة فهو يملك كيمياء صناعة الهدف والفهم العميق للاعبيه لترجمة أفكاره بسلاسة الهارموني بين المدرب واللاعب. زيدان درب مدريد على مرحلتين أولاهما كانت الكيمياء أكثر حضورًا بوجود الدون الذي كان يشكل ستايلًا لوحده في خط الهجوم! مدريد جرب مذاق الكرة من دون كريستيانو تارة ومن دون زيزو تارة أخرى ولم ينجح من دونهما! لكن عودة زيزو إلى مدريد أعادت الروح والكيمياء إلى مسارهما الطبيعي! وفي ليفربول الإنجليزي التفاعلات الكيميائية إيجابية جدًا بوجود كلوب مع صلاح وماني.. وجمهور الريدز، كلوب أضاف “حياة” لليفر واللاعبون أضافوا الأناقة والإنتاجية فتحققت الكيمياء الإيجابية وحصد البطولات أوروبيًا/ عالميًا!
محليًا المدرسة الرومانية أكثر المدارس كيمياء إيجابية مع الهلال كنموذج إيجابي؛ بيلاتشي والجنرال يوردانيسكو وكوزمين وأخيرًا رازفان لوشيسكو! أعتقد أن المدرب ذا الكاريزما العالية هو الأكثر نجاحًا ككيمياء بالأندية لقدرته على التفاعل والمرونة والفهم والإنتاجية والهارموني!