|


تركي السهلي
صوت الحق
2020-02-11
فرحة عارمة، طغت على الإعلام الأزرق وجمهوره عقب لقاء تلفزيوني لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، أعلن فيه احتساب بداية الدوري السعودي من العام 1976م، أو العام 1977م، حسبما قال.
ومرد الفرحة الهلالية، يعود إلى أن ما قاله المسحل، سيُبقي العاصمي الرابع المؤسّس في العام 1957م في خانة النادي الأكثر تحقيقًا لبطولة الدوري، وأن كل الأندية التي حققت أرقامًا قبل ذلك التاريخ لن يُصبح في خزينتها منه شيء، وإنما تاريخ مُهمل، يذكره مَن يذكره دون أن يكون له اعتبار في سجلات الاتحاد الأهلي.
لقد قُلنا من قبل إن ياسر موظفٌ جيّد، لكنه لا يمتلك صفات القائد، بالتالي لا يمكن أن نقبل منه أن يتصدَّى لمسائل التاريخ، ووزن المسابقة السعودية بكل ما فيها من حفظ للقيمة التاريخية، وما حوته من شخوص ورموز كبيرة، ومنهج حكومي شديد التبكير في بناء رياضة وطنية عريقة.
إن صوت الحق المُنطلق من كل الأندية الفائزة ببطولات الدوري في الخمسينيات والستينيات، وجزء كبير من السبعينيات الميلادية، تم إعلاؤه من مُنطلق وطني بحت، يؤمن إيمانًا عميقًا بأن المملكة العربية السعودية دولة ذات عمق تاريخي، بدأ عام 1902م، واكتمل في العام 1932م، ولها مسيرة رياضية مُتقدمة، أخذت في الظهور في حقبة الخمسينيات الميلادية، وتشكَّلت باعتماد الاتحاد السعودي لكرة القدم عضوًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1956م، وأن هذا الامتداد الطويل لابد وأن يؤخذ في حركته التاريخية الطبيعية، وتدوين كل المُنجزات والبطولات من منظور تقدّم الشخصية السعودية من حكومات وأفراد، وفهمها لتصدير صورة الوطن للعالم منذ وقت مُبكر.
لا أحد يرضى بالمساس بكل التحولات في بلادنا، ونحن على تماس مباشر مع كل رجل وجهة، صنعت زمنًا ناصعًا في أي مجال، ولا نُريد أن يأتي مأزوم، أو متردد، أو ضعيف تبصُّر ويطمس حرفًا واحدًا من كتابتنا العزيزة علينا جدًّا، ويدوِّن ما يجعله في الدائرة بالاتِّكاء على فصيل واحد يدعمه في إطالة أمد البقاء طالما أنه يحقق له ما يُريد. لا أحد سيغضُّ الطرف عن الإجحاف، ولن نستمع لتلك الأصوات التي لا تريد سماع الحقيقة، وتفضِّل أن تهتف وحدها للجاحد المُخفي لتاريخ البلاد لا تاريخ أندية بعينها.
لقد مارست الحنجرة الزرقاء الصراخ عاليًا فترة من الزمن خوفًا من وضوح الدليل، ولن يتركها الآن أي صاحب حُجّة ومنطق أن تمارس ذات الدور حتى وإن حقق لها ياسر المسحل أرضية جديدة.