|


سعد الدوسري
حان وقت المسرح
2020-02-17
صدر قرار وزير الثقافة، بتعيين الزميل والصديق سلطان البازعي، رئيساً تنفيذياً لهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهي واحدة من الهيئات الـ 11 الجديدة التي وافق الملك مؤخراً على تأسيسها لكي تخدم الثقافة والفنون السعودية. وللأستاذ سلطان سجل حافل بالأعمال المرتبطة بالتغيير الاجتماعي.
بدأ حياته صحفياً في جريدة الرياض، ثم مديراً لتحريرها، ثم رئيساً لتحرير جريدة “اليوم”، ثم رئيساً لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون. وفي كل تلك المواقع، بالإضافة لإدارته للعلاقات العامة والإعلام في مهرجان “الجنادرية” في سنواته الأولى، كانت له بصمات تأثير واضحة. ففي الصحافة، عاش صولات وجولات مع الرقابة ومع سقف المحاذير، وكانت جريدة “اليوم” أثناء رئاسته لتحريرها، محط أنظار قراء المملكة عامة، والمنطقة الشرقية خاصة، وهي التي انطلق منها لاحقاً أول مهرجان سينمائي سعودي، تحت مظلة جمعية الثقافة التي صار بعد ذلك رئيساً لمجلس إدارتها.
كل هذه الخبرات المتراكمة، جعلت منه محارباً شرساً، وقائداً جريئاً للمعارك. وهو ما نحتاجه اليوم على خشبة المسرح. فمع كل هذا التغيير التنموي والحضاري، لا بد أن نجد مسرحاً حقيقياً في كل مدينة. يجب أن نجعل من المسرح وسيلة تعبير، وأن نحوله لصناعة. وهذا لن يتحقق إن لم نؤسس البنية الأكاديمية والتأهيلية والتدريبية لكل فنون المسرح، ونهتم بإنشاء المسارح، ونوفر كل أشكال الدعم للكتاب والمخرجين والممثلين والفنيين المسرحيين، لكي ينخرطوا في هذا المجال، كأصحاب مهنة، وليس كهواة طارئين عليها.
سوف يكون أمام أخي سلطان برنامج عمل متكدس بالمهام واللقاءات، فهو أكثر من يدرك بأن المسرح لم يأخذ حقه من الاهتمام، لوجود مجموعة من المحاذير، وأن صناعة الأفلام على سبيل المثال، سبقته بمراحل كبيرة، على الرغم من وجوده التاريخي والطويل على الأرض. ولا بد أن الوقت قد حان لكي يكتمل عقد الفنون، بوجود مسارح حقيقية، بإمكانها أن تخدم هذا الفن الأدائي الأهم. وشخص من نوع سلطان البازعي، لن يرضى بأنصاف المسارح، أو مسارح “مشي حالك”!! إما مسارح حقيقية، تنشأ على هذا الأساس، أو سيبقى الوضع كما هو عليه الآن. صالات عرض الأفلام لم تكن موجودة، ولم تكن مقبولة كفكرة. أما اليوم، فهي موجودة في كل المدن الرئيسة. هذا لم يتحقق إلا بالإرادة الرسمية وبتفهم حاجات ورغبات الناس، ولفتح فرص عمل جديدة للشباب. هذا ما يجب أن يحدث في المسرح أيضاً.