|


عدنان جستنية
وزارة للرياضة قرار متأخر أم واقعي؟
2020-02-28
حينما صدر القرار الملكي بتحويل هيئة الرياضة إلى وزارة، استرجعت ذاكرتي حقبة طويلة من الزمن تمتد إلى أكثر من “ستة” عقود ومراحل مختلفة مرت بها الرياضة السعودية على مستوى الاهتمام الكبير والرعاية التي تحظى بها من قبل قيادتنا الحكيمة عبر أجيال وعصور، كان للأنشطة الرياضية وجودها ممارسة ومنافسة بالمدارس والأندية، ومن خلال إقامة بطولات تخص ألعابًا “محددة” تأتي في مقدمتها اللعبة الشعبية “العالمية” كرة القدم، والتي كانت بمثابة عنوان “رئيسي” يحاكي “طموحات” جيل شباب رياضي ليكون للكرة السعودية حضورها القوي في المحافل الإقليمية ثم القارية والدولية.
ـ كنا كصحافة رياضية نطرح بين حين وآخر آراء نطالب من خلالها بضرورة أن يصبح للرياضة “اعتراف” وحضور رسمي في مجلس الوزراء عن طريق “وزارة” تعنى بالرياضة وشبابها واختيار وزير لها، يكون بمثابة “ممثل” عن الشباب والرياضيين، إلا أن أطروحاتنا وتساؤلات لم تجد من يتفاعل معها أو يستجيب لها.
ـ كان ذلك “الصمت” يتوافق مع تطلعات وآمال نحو مستقبل قريب نتأمل إشراقة شمس يأتي فيه اليوم الذي يتحول فيه ذلك الصمت إلى لغة “إقناع” تحدد مسبباته و”تأخير” قرار لم نكن على “وعي” كاف بأبعاده والتوقيت “المناسب” والملائم لاتخاذه.
ـ يوم الاثنين الماضي سعدنا كثيراً ككتاب ونقاد بقرار تحويل هيئة الرياضة إلى وزارة ووزير لها الأمير عبد العزيز بن تركي الذي نقدم له التهنئة بالثقة الملكية، لندرك عقب صدور القرار الملكي “حكمة” ذلك “الصمت” الساكن في أعماق سياسة كنا نجهل أبعادها.
ـ في عهد الملك سلمان الزاهر وولي عهده الأمير محمد بن سلمان شهدت الرياضة السعودية قفزة نوعية “غير مسبوقة”، بدأت انطلاقتها مع رئيس هيئة الرياضة السابق المستشار تركي آل الشيخ وأكملها وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي عبر اهتمام كبير بجميع الأنشطة والألعاب الرياضية بشكل “شمولي” لمسناه في إنشاء اتحادات رياضية تغطي كافة الألعاب تشمل الجنسين، إضافة إلى استضافة المملكة لكثير من الفعاليات “العالمية” التي من شأنها اكتساب شبابنا خبرة تقودنا إلى تحقيق إنجازات في أولمبياد وبطولات قارية وعالمية.
ـ شمولية الرياضة بمفهومها الواسع المتناغم مع نقلة نوعية ظهرت لنا في كم هائل من الرياضات المستحدثة التي أصبحت تتلاقى مع رؤية 2030، لنكتشف حكمة المسببات الحقيقية لتأخير أو تأجيل قرار التحويل الذي كنا كإعلام رياضي نحلم به، لنعيش اليوم واقعاً جديداً نفخر ونعتز به.