|


مساعد العبدلي
رسالة الإعلام «2ـ1»
2020-03-07
عندما أذهب إلى كثير من مواقع التجمعات العامة والمناسبات الاجتماعية، يستوقفني كثير من الناس معبرين عن استيائهم مما يحدث في “بعض” البرامج الرياضية.
ـ يتحدثون بحزن وألم مؤكدين أن الأمر خرج بعيداً عما هو منتظر من “بعض” البرامج سواء على صعيد تقديم المعلومة الصحيحة والمفيدة أو النقد الإيجابي الهادف أو حتى الحوار داخل البرامج.
ـ أغلب من قابلتهم أكدوا لي أنهم يتابعون البرامج الرياضية مع أسرهم وتحديداً أطفالهم، ومن المؤلم جداً أن يسمع أفراد الأسرة “بعض” العبارات التي تصل لتكون “خادشة” للذوق العام وليست مجرد خروج عن النص.
ـ ما واجهته من مواقف أعطاني “على الأقل موقفاً إيجابياً واحداً”، وهو أن البرامج الرياضية تحظى بمشاهدة إعلامية واسعة على صعيد المجتمع السعودي، بل ربما خارج الحدود وهذا أمر علينا “كإعلاميين” أن “نستثمره” بشكل إيجابي.
ـ خلال حديثي مع “المستائين” لا يمكن “و لا يجب” أن أخالفهم الرأي، بل يجب أن أتفق معهم “ولو جزئياً” كنوع من الاحترام لهم ولما يطرحونه من ملاحظات.
ـ وفي نفس الوقت لا يمكن “ولا يجب” أن أتفق معهم في “كل” شيء، وأقف ضد زملاء إعلاميين أو ضد الإعلام الرياضي بشكل عام، إذ كنت أحاول أن أمتص غضبهم وأؤكد لهم أن الخارجين عن النص هم “القلة”، و لا يمثلون الإعلام الرياضي بأكمله، وأن هناك زملاء نفخر بأنهم يقدمون الكثير من الفائدة للمشاهد.
ـ من المهم جداً أن تستمتع بإنصات “لمن ينتقدك” ولا يجب أن تشعره بأنك إنسان متكامل، ولا يشوب عملك أي عيوب، بل يجب أن تقبل انتقاد هذا المشاهد مثلما نطلب أن يتقبل الآخرون ما نطرحه من نقد.
ـ مثل هذا الأسلوب من الحوار يهدئ كثيراً من النفس ويخفف الغضب، ويمد الحوار إلى مرفأ إيجابي بيني وبينهم ولا شك أن ما سمعته يمثل رسالة يجب أن أنقلها لكافة الزملاء في البرامج الرياضية، وتحديداً على صعيد أن هناك أطفالاً وشباباً في سن المراهقة يتابعون البرامج ويجب أن ننقل لهم رسالة إعلامية إيجابية.
ـ الرقابة “الذاتية” مطلب، بل هي أساس نجاح أي إعلامي، ومتى افتقد الإعلامي هذا النوع من الرقابة فعليه أن يتقبل أن يفرض الآخرون عليه الرقابة “الإلزامية”، وهي نوع من الرقابة أتمنى ألا نصل له لأنه يحد من حرية الإعلامي، بل إبداعه.. غداً يتواصل الحديث.