|


رياض المسلم
كورونا لا يصيب الهلاليين
2020-03-11
الإعلام في الوسط الرياضي بلغ حالة يرثى لها، اتهامات.. تراشق.. قذف.. شتم.. تقليل من الرجولة.. إخراج من الوطنية.. تشكيك في الذمم.. تلك بضاعتهم التي يسوقونها في أكبر مواقع البيع “منصات التواصل والبرامج الرياضية”، والتخفيضات على مدار العام والزبائن “المتابعون” للأسف يبتاعون منهم، مدركين أنها بضاعة فاسدة ورغم ذلك يعودون لها من جديد.. التعود على طعم المرّ ينسيك طعم الحلو..
مع تطور كورونا في الأيام الأخيرة، توحدت آراء الصحافيين، فأهل السياسة يقرون بأن الضرر طال البلدان ويطالبون بإيجاد حلول عاجلة، والاقتصاديون يعرضون حجم الخسائر التي خلفها المرض على أسواق الأسهم والنفط والسياحة والاقتصاد عمومًا، ويشددون على ضرورة الخروج من الأزمة، والمختصون في الشأن المحلي، يسعون إلى تطمين المجتمع من خلال تسليط الضوء على الفيروس وطرق الوقاية منه.
الكرة الأرضية تهتز من وطأة المرض، والكثير من المنتمين إلى الوسط الرياضي ممن يسمون نقادًا لا يحرك لهم الأمر فيهم رمشًا.. هنا لا أطلب منهم أن يقوموا بحملات توعية، كون الصحافي يجب أن يمارس دوره الحقيقي في التصدي للأزمات ويبتعد عن التخصص، ولكن إذا أعفيناهم من هذا الأمر فأتمنى ألا يستغلوا الوضع من أجل مصالحهم الشخصية..
الجميع يدرك أن التمثيل والتزييف هما المسيطران على الكثير من النقاد، فأمام الشاشة أو من خلال منصات التواصل يصل حد الخلاف إلى أبعد نقطة، ولكن سرعان ما يذوب كل شيء عندما يبتعدان عن الأضواء..
من خلال متابعتي لتطورات كورونا عبر “تويتر”، وحالة التأهب والاحتراز التي تعيشها بلادنا لمجابهة هذا المرض الجديد، سعدت بتفاعل بعض الصحافيين الرياضيين ولكن “الزين ما يكمل”، فما بالك إن كان فاقدًا لـ”الزين”..
الجهات ذات العلاقة توقف العمرة والسفر والدراسة والفعاليات كإجراءات احترازية يشكرون عليها، ونجد تناغمًا واسعًا بين الصحافيين المنتمين لكافة الأوساط مع توجه الوزارات والجهات الحكومية في خوض المعركة ضد هذا المرض..
ووسط تلك الأزمة يخرج هاشتاق يطالب بإلغاء الدوري بسبب كورونا، علمًا أنه تم منع الجماهير بقرار من وزارة الرياضة، تتبعت الهاشتاق ووجدت الكثير من الإعلاميين المنتمين إلى أندية النصر والأهلي والاتحاد خلف تلك المطالب، كون الهلال هو المتصدر، في المقابل، الصحافيون المحسوبون على النادي الأزرق يطالبون باستمراره.. الأطراف المتنازعة لم يفكروا في المرض والتصدي له.. همهم الأول والأخير هل يتوج الهلال أم لا؟!..
وأنت تشاهد التناحر بينهم يخيّل لك بأنهم بمنأى عن الإصابة بالمرض، فكورونا لا يعرف الهلالي من النصراوي أو الاتحادي..
اللهم أبعد عنا الوباء واحفظنا، وأرزق هؤلاء الحكمة..