|


هيا الغامدي
«سيميوني» يقتل ويحرق.. ويتأهل
2020-03-13
هل بإمكان كرة القدم أن تكون ظالمة جائرة للحد الذي رأيناه مع ليفربول وسط ملعبه وبين جمهوره، إياب الدور ثمن النهائي أبطال أوروبا؟!
كرة القدم ليست استحواذًا وحسب قمة الجنون والتهور والمغامرة أن تستحوذ أمام فريق يجيد الخنق بالملعب واللدغ كما العقرب، فريق يعتمد الدفاع خير وسيلة للهجوم طريقة للمقاومة وأسلوب حياة، المرتدات طريقته للتنفس طبيعيًّا من دون رئة اصطناعية.. المدرب الذكي الذي يلعب على أخطاء/ نقاط ضعف المقابل وتقوية نقاط قوته.. قرأت عن تحديات الريدز قبل المباراة بإحراق سيميوني وفريقه بجحيم الأنفيلد، لكن النار أحرقت أصحابها وانقلب السحر على الساحر..
فوق القدرة على الاستيعاب تقبل فكرة خروج حامل اللقب من الدور 16 بهذا الشكل والمضمون، كيف يمكن لكرة القدم أن تكون بهذا الجحود والنكران والجنون؟! “لا أفهم كيف يلعب أتلتيكو بهذه الطريقة بوجود هؤلاء اللاعبين الجيدين بوسعهم تقديم كرة جميلة، لكن لسبب لا أستوعبه يقفون بالخلف ويكتفون بالهجمات المرتدة” هذه قدرة استيعاب “كلوب” الذي قدم أفضل مباراة له هذا الموسم، لكنه أخفق “باللمسة الأخيرة” التي هي الأهم في كرة القدم، بعد فشل ثلاثي الهجوم الأحمر باصطياد نقاط التأهل، صلاح رغم نشاطه إلا أنها مجرد جعجعة بلا طحن، افتقد اللمسة الأخيرة، وماني ليس بمستواه ربما برأسه موال آخر غير الليفر “مدريد أو برشلونة”.. وفيرمينو هدف وحسب. خروج الليفر من الأبطال سيؤثر سلبًا على حظوظ الثلاثي بالجوائز الفردية هذا العام.
ماذا حقق الروخي بلانكوس من تلك المعركة الأوروبية؟! كسر هيبة ملعب الأنفيلد التي كافح الريدز بالحفاظ عليها، كسر غرور كلوب الذي ذاق المرارة وسط ملعبه وبين جمهوره.. والتأهل إلى الدور ربع النهائي.. أتلتيكو فاز على ليفربول بأشباح ريال مدريد الحاضرة شكلاً ومضمونًا في المباراة، لاعب الوسط ماركوس يورنتي والمهاجم ألفارو موراتا صناعة وتهديفًا..
أتلتيكو دفن الليفر بكل مكوناته بالأنفيلد وسكرة الموت أصابت أدريان بأخطائه، بمقابل ذكاء سيميوني ومقاتليه بالمعركة الأسطورية والحارس السلوفيني أوبلاك بطل الملحمة الكروية..
كرة القدم “كيمياء” موازنة بين جميع المكونات، لو اختل عنصر اضطرب البقية.
كلوب لم يستفد من طريقة برشلونة بتطويق الخناق على أتلتيكو، أكثر من يملك سلاحًا مضادًا للأتلتي وتعامله المتشدد مع كرة القدم هم الكتالونيون، لأنهم يجيدون ضرب الطريقة التي يتعامل بها سيميوني وفريقه.