|


تركي السهلي
الفرد المصلحي
2020-03-14
حسناً فعلت وزارة الرياضة والشباب بتعليق النشاط الرياضي في المملكة العربية السعودية بمختلف الألعاب والبطولات والمسابقات كافة، ابتداءً من اليوم وحتى إشعار آخر. والتعليق أتى امتداداً للجهود المبذولة من الجهات الحكومية لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد “covid – 19” وحفاظاً على سلامة الجميع.
وقرار التعليق كان منتظراً كإجراء وقائي لابد منه، ويُحسب لوزارة الرياضة سرعة الاتساق مع لجنة متابعة الفيروس والحرص على المصلحة العامة دون النظر إلى أيّ اعتبارات أخرى.
ولم تلتفت الوزارة إلى تلك الأصوات المُطالبة بالاستمرار في الأنشطة وعلى الأخص مسابقة كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين، كون الأمر يتعدّى النظرة الضيّقة المبنية من مواقف ورغبات خاصة لا قيمة لها في مثل هذه الحالة التي تجتاح العالم.
والمملكة أساساً كانت من أوائل الدول التي بادرت باتخاذ تدابير وإجراءات وقائية عالية المسؤولية وسريعة التنفيذ، وساهم كل ما اتخذته في تقليل نسبة الانتشار وتوفير الحماية للمواطن والمقيم. ونفذت الحكومة أكثر من ثلاثة عشر إجراءً احترازيًّا شملت إغلاق سُبل الاتصال المباشر بين البشر وتقليل التجمّع بينهم حفاظاً على الأرواح.
ووسط هذا الجو العام ووصول حالة الاحتراز إلى مستويات عالية جداً، خرج علينا من لا يملك بُعداً في تقدير الأمور مُخالفاً الموقف الواحد مطالباً باستمرار الدوري دون مراعاة لكل شيء، ووفق مُنطلق فردي مصلحي صرف يريد منه البقاء في الضوء وتحقيق رغبته الخاصة. والحقيقة أن مثل هذا النوع من الناس يبقى وجوده بيننا عامل خطر ومعول هدم لكل تحركات السلامة والمنطق، وعنصرًا مُخرّبًا لكل معززات وحدة المجتمع في مواجهة الأخطار أيّاً كانت.
لقد ظنّ بعضهم أنه بات يملك كل أدوات الحقيقة وتوجيه الرأي العام والتأثير عليه بما يملك من وسيلة وظهور، بل تجاوز كل ذلك باعتقاده أنه أضحى المؤثر الأول في قيادة الجماهير وأخذهم معه إلى ما يريد، وهذا بكُل تأكيد مرحلة متقدمة من “ العته” والانتفاخ العقلي المُمرِض.
إن الحكومة بأجهزتها حينما تتخذ قرارات تكفل السلامة لمن يعيش على أراضيها لا تلتفت إلى عرق أو لون أو كُتل مجتمعية، إنّما إلى المصلحة العامة بكل مسبباتها وما يؤدي إليها في كل خطوة، ولا تأخذ في عين الاعتبار الصوت النشاز الذي يسعى إلى التشكيك وزرع التردد والارتباك. والواقع أن الحكومة بنهجها الدائم في تحقيق الأمن بكافة أشكاله يُشعر الجميع بالاطمئنان في أن القوة المتحركة لحفظ الأنفس لن تتوانى على الإطلاق.