|


د. حافظ المدلج
الاختبارات النهائية
2020-03-27
يمثل الطلاب أهم أركان التنمية الاجتماعية لأنهم مستقبل هذا الوطن وركيزة رؤية 2030، ولذلك تمنحهم الدولة أهمية مطلقة وتسعى لتوفير أهم مقومات التعليم المثالي الذي يضمن لهم الحصول على أفضل وأحدث المعلومات التي تواكب السباق الذي يعيشه العالم، وفي المقابل يهتم الطالب بمستقبله وينتظر مصير هذا الفصل الغامض وخصوصاً “الاختبارات النهائية”.
رغم أن موعد الاختبارات منتصف رمضان إلا أن بعض الجامعات استعجلت بإصدار قرار إلغاء الاختبارات النهائية قبل عدة أسابيع، ولحق بها عدد آخر من الجامعات مع اختلاف طريقة احتساب الدرجات، حيث يتجه الغالبية إلى اعتماد التقييم كبديل للاختبار على أن تكون الدرجة النهائية ناجح/راسب دون التأثير على معدل الطالب، وهو خيار الغالبية من الطلاب الذين يرونه الحل العادل في هذا الظرف الاستثنائي الذي تستحيل معه “الاختبارات النهائية”.
وهناك طلاب مميزون يريدون رفع معدلاتهم المرتفعة، وآخرون على وشك التخرج يعلمون أن رفع المعدل مطلب أساسي للدراسات العليا وبعض الوظائف، فيرفضون بشدة عدم دخول مواد هذا الفصل في المعدل التراكمي، ورغم أنهم أقل عدداً من الفريق الأول إلا أنهم الأكثر تميزاً ومن الصعب معاقبتهم وحرمانهم من الوصول لأهدافهم بإلغاء “الاختبارات النهائية”.
ثم يأتي الأستاذ الجامعي الذي يجد نفسه حائراً بين صعوبة تكليف الطلاب بالمزيد من التكليفات كتعويض عن الاختبار من ناحية، وصعوبة مراقبة الطالب في حال الامتحان عن بعد أو ضمان قيامه بالتكليفات بنفسه من ناحية أخرى، ولذلك فأعضاء هيئة التدريس وقبلهم رؤساء الأقسام والعمداء ومديرو الجامعات يبحثون قضية القضايا “الاختبارات النهائية”.
تغريدة tweet:

أعجبني قرار جامعة “الملك فهد” وهي من أكثر الجامعات ريادة وتميزًا، حيث قررت دمج المقترحين بحيث تترك للطالب الخيار بين تقييم ناجح/راسب أو الاختبار التقليدي متى انتهت أزمة “كورونا” وتمكن الطالب من العودة للجامعة، والخيار الثاني قدمته للزملاء في الكلية حتى لو كان الامتحان بعد الحج، ولكنني أعترف أن منح الطالب الخيار خيار أفضل، وقد سألت الطلاب فانقسموا بين الخيارات السابقة مضيفين لها خيارات أخرى، منها الاختبارات الشفوية بالصوت والصورة أو المزيد من التكليفات كبديل للاختبار النهائي أو تحويل درجة أعمال الفصل للعلامة الكاملة “نسبة وتناسب” أو منح الجميع علامة الامتياز احتفاء بنهاية الأزمة وتقديراً لظروفهم، وعلى منصات الأمل نلتقي.