|


عدنان جستنية
مقص الرقيب «حساس» وحنين
2020-03-27
لم يمر عليّ طيلة تجربتي الصحفية ككاتب وناقد صحفي من يمارس مهنة “مقص الرقيب” على ما أكتبه من رأي كمقص الرقيب الموجود حالياً في صحيفة الرياضية، الصحيفة التي بيني وبينها “عشرة” عمر، أفتخر بها كمنبر”حر” لا مقارنة بينه وبين أي منابر صحفية عملت فيها أو متابع لها، حيث لمست عبر تعامل هذا الرقيب أنه يتمتع بصفات شخصية الفنان “الحساس” جدًّا ويملك “قلب حنين” جداً جداً .
ـ هذا القلب الحنين ليس له أي “صلة” بمفردة الكلمة التي أسطرها في هذا الهمس، إنما مرتبط بمشاعر “الخوف” عليّ وعلى قلمي لدرجة أني بت أشعر وأنا أكتب بأن هذا الرقيب أخذ منزلة “الأم” التي تخاف على أبنائها، غير مستخدمة سلطة الأب “الآمر الناهي” إنما رقة وحنية تجبرني على ألا ارد عليه حتى بكلمة “أوف” والابن المطيع جداً.
ـ لست هنا “شاكياً” أو معبراً عن “معاناتي” مع مقص رقيب “حساس وحنين”، إنما هو نوع من “البوح” الذي وجدت من المناسب اطلاعكم عليه حول علاقة لم “أتعود” عليها على لا أنني أنكر في فترات سابقة كنت أحياناً قليلة جداً “فظاً غليظاً” مع بعض هذه “المقصات” الرقابية إن “انقضت” على حريتي الصحفية بلا مبرر أو استئذان، سواء كان “متفقا أو مختلفا” معي في أسلوب الطرح والمعالجة على أنني في نفس الوقت أملك جزءًا من اللباقة بالمناقشة والحوار “الهادئ” والشجاعة الأدبية للتراجع، بشرط أن يقدم مسببات “مقنعة” لموانع “النشر” ولخطوط حمراء تجاوزتها.
ـ البوح الذي أرمي إليه مع مقص رقيب “سرني” جداً بأدبه الشديد هو أنني أجد نفسي مع مرحلة جيل “مختلف” تماماً في تعاطيه مع “حرية الرأي” التي كنا “نتباهى” بها عقودًا من الزمن الجميل تخص مجالنا الرياضي، هذه المرحلة باتت اليوم توصف بـ”الانفتاح الإعلامي” تحكمها “قيود” تخضع لضوابط “الذوق العام” ولمسؤولية لا تقتصر على توجيهات وتعليمات رسمية تتبع لنظام “المطبوعات والنشر” في عصر مضى وانقضى، إنما آلية منسجمة وفق متغيرات عصر تحكمه “قوانين” ومحاكم قضائية وتسبقها تكاليف مادية لـ”محامين” جاءتهم الفرصة لمن يطلب “خدماتهم” ويضيف لهم “دخلا” أحد مصادره كاتب وناقد صحفي لا يحظى بحساسية ورقة وحنية مشاعر صديقي وحبيبي الغالي مقص الرقيب الحالي، الذي أعلم بأنه يدرك تماماً أنني لا أقوى على “مصاريف” محام، فما بالكم بعقوبة مادية تحول “العبد الضعيف” إلى الله من فئة “الدخل المحدود” إلى مشاهير “المفلسين”.